[138] أبو المستهل، الكميت بن زيد بن حبيش
  وقال إبراهيم بن سعيد الأسدي: سمعت أبي يقول: رأيت رسول اللّه ÷ في المنام، فقال لي: من أيّ الناس أنت؟ قلت: من العرب، قال: أعلم، فمن أيّ العرب أنت؟ قلت: من بني أسد، قال من أسد بن خزيمة؟ قلت: نعم، قال:
  أهلالي أنت؟ قلت: نعم، قال: تعرف الكميت بن زيد؟ قلت: يا رسول اللّه عمّي ومن قبيلتي، قال: تحفظ من شعره شيئا؟ قلت: نعم، قال أنشدني:
  طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ... ولا لعبا منّي وذو الشّيب يلعب
  فأنشدته حتى بلغت إلى قوله:
  وما لي إلّا آل أحمد شيعة ... وما لي إلّا مشعب الحقّ مشعب
  فقال: إذا أصبحت فاقرأه منّي السلام، وقل له قد غفر اللّه لك بهذا النظام(١).
  وقال نصر بن مزاحم: رأيت رسول اللّه ÷ في منامي وبين يديه رجل ينشده «من لقلب متيّم مستهام» فسألت عنه فقيل لي هذا الكميت بن زيد.
  قلت: هذا من أوّل إحدى هاشمياته المشهورات.
  وعن محمد بن سهل صاحب الكميت قال: دخلت مع الكميت على أبي عبد اللّه جعفر الصادق في أيّام التشريق، فقلت له: جعلت فداك ألا أنشدتك، قال إنّها أيام عظام، قلت: إنّما فيكم، قال: هات، وبعث أبو عبد اللّه إلى بعض أهله فقرب فأنشده فأكثر البكاء حتى بلغ إلى هذا البيت:
  يصيب به الرامون عن قوس غيرهم ... فيا آخرا أسدى له الغيّ أوّل
  فرفع أبو عبد اللّه يديه، فقال: اللّهمّ اغفر للكميت ما قدّم وما أخّر وما أسر وما أعلن واعطه حتى يرضى.
  وقال صاعد مولى الكميت: دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي الباقر # فأنشده الكميت قصيدته التي أوّلها:
  «من لقلب متيّم مشتاق»(٢)
(١) الأغاني ١٧/ ٣٠.
(٢) في الهاشميات: «.. متيم مستهام» وهو الصواب.