[138] أبو المستهل، الكميت بن زيد بن حبيش
  والجند قيام على رأس يوسف وهم يمانيّة فغضبوا لخالد فوضعوا أعقاب سيوفهم في بطن الكميت فوجؤه(١) بها وقالوا: تنشد الأمير ولم تستأذنه، فلم يزل ينزف الدّم حتى مات، ¦(٢).
  ومن أخبار أحاديث الجبناء ما حكاه ابن قتيبة في عيون الأخبار قال: كان بالبصرة شيخ من بني نهشل بن دارم يقال له عروة بن يزيد(٣) ويكنى أبا الأغرّ، ينزل في بني أخت له من الأزد في سكة بني مازن، فخرج رجالهم إلى ضياعهم في شهر رمضان، وخرج النساء يصلين في مسجدهنّ، فلم يبق في الدار إلّا إماء فدخل كلب يتعسس(٤) فوجد بيتا فدخله فالتصق الباب عليه، فسمع بعض الإماء الحركة فظنت أنّه لصّ دخل الدار فذهبت إلى الأغرّ فأخبرته، فقال أبو الأغر: ألا ما يبتغي اللص عندنا؟ ثم أخذ عصاه حتّى وقف بباب البيت وقال: إيه يا فلان(٥)، أما واللّه أنّي لعارف بك، فهل أنت من لصوص بني مازن، شربت حامضا خبيثا حتى إذا دارت في رأسك منّتك نفسك الأماني وقلت: أطوف دور بني عمرو فالرجال خلوف والنساء يصلين في مسجدهن فأسرقهم!. سوءة لك، واللّه ما يفعل هذا ولد الأحرار، وأيم اللّه لتخرجن أو لأهتفن هتفة مشومة يلتقي فيها الحيّان عمرو بن حنظلة ويجيء سعد عدد الحصاء وتسيل عليك الرجال من هنا، وهنا ولئن فعلت لتكونن أشأم مولود، فلما رأى أنه لا يجيبه أحد أخذ يلين له فقال: أخرج: بأبي أنت مستور، واللّه ما أراك تعرفني ولو عرفتني لقنعت بقولي واطمأنيت إليّ، أنا - فديتك - أبو الأغرّ النهشلي، وأنا خال القوم وجلدة بين أعينهم لا يعصونني، ولن تضار الليلة وأنت في ذمّتي وعندي قوصرتان أهداهما إليّ ابن أختي البار الوصول فخذ إحداهما فانبذهما حلالا من اللّه ورسوله، وكان الكلب إذا سمع الكلام أطرق، وإذا سكت أبو الأغرّ وثب يريد المخرج، فتهاتف أبو الأغرّ ثم تضاحك، وقال: يا ألام الناس وأوضعهم. لا أرى لك منذ الليلة أنت في واد وأنا في واد، فلما طال وقوفه جاءت إحدى الإماء
(١) في الأغاني: «فوجئوه» والوجء: اللّكز، ووجأه باليد والسكين، وجأ: ضربه «اللسان: مادة وجأ ١/ ١٩٠».
(٢) الأغاني ١٧/ ٢٢ - ٢٣.
(٣) في عيون الأخبار: «مرثد».
(٤) في عيون الأخبار: «يعتسّ».
(٥) في عيون الأخبار: «يا ملأمان».