[138] أبو المستهل، الكميت بن زيد بن حبيش
  فقالت: أعرابي، واللّه ما أرى في البيت شيئا فدفعت الباب فخرج الكلب شاردا وحاد عنه، أبو الأغرّ ساقطا على قفاه، شائلة رجلاه وقال: تاللّه ما رأيت كالليلة، ما أراه إلّا كلبا ولو علمت بحاله لولجت عليه(١).
  وقال ابن نوفل يهجو خالد القسري(٢) لما دهش في المنبر وقيل إنه بال عليه:
  أخالد لا جزاك اللّه خيرا ... وأيرا في حرّ امّك من أمير
  تروم الفخر في أعراب قيس ... كأنّك من سراة بني جرير
  وأمّك علجة وأبوك وغد ... وما الأذناب عدل للصدور
  لأعلاج يمانية وشيخ ... كبير السنّ ليس بذي ضرير
  صرخت من المخافة أطعموني ... ترابا ثم بلت على السرير
  وقال آخر وصرّح بالمنبر:
  بلّ المنابر من خوف ومن دهش ... واستطعم الماء لما جدّ في الهرب
  وقال المستهل: حضرت أبي عند الموت وهو يجود بنفسه فأغمي عليه ثم أفاق ففتح عينيه، فقال: اللهم آل محمّد ثلاثا يكرر ذلك، ثم دفن بمكران موضع بالكوفة صار بعد مقبرة بني أسد ومنع أن يدفن بظهر الكوفة، وقال: بلغني أنه يحفر بظهرها خندق ينبش فيه الموتى ويخرجون(٣).
  وولده المستهل(٤) المذكور شاعر فصيح، ذكر الأصفهاني: أنه دخل على
(١) عيون الأخبار ١/ ١٦٧ - ١٦٨.
(٢) عبد اللّه بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم: صحابي. من القضاة ولد على عهد النبي ÷ واستقضاه مروان ابن الحكم بالمدينة (سنة ٤٢ هـ) فكان أبو هريرة يقول: هذا أول قاض رأيناه في الاسلام توفي سنة ٨٤ هـ.
ترجمته في: ذيل المذيل ٨٨ والإصابة، ت ٤٩٩٤ وهو في المحبر ٤٦ من المشبهين بالنبي ÷، الاعلام ط ٤/ ٤ / ١٤٢.
(٣) الأغاني ١٧/ ٤٣.
(٤) المستهل بن الكميت بن زيد الأسدي: شاعر. من أهل الكوفة، وفد على أبي العباس السفاح بالأنبار، فأخذه الحرس وحبسوه، فكتب إلى أبي العباس شعرا فأطلقه وأحسن جائزته. ووفد بعد ذلك على المنصور وله معه حديث، توفي نحو سنة ١٥٠ هـ.
ترجمته في: المرزباني ٤٧٩ والأغاني ط ليدن ١٥: ١١٧ و ١١٨ و ١٢٢، الاعلام ط ٤/ ٧ / ٢١٤.