نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[138] أبو المستهل، الكميت بن زيد بن حبيش

صفحة 555 - الجزء 2

  عبد الصمد بن علي العباسي⁣(⁣١) أمير البصرة فقال له: من أنت؟ فأخبره، فقال: لا حيّاك اللّه ولا حيّا أباك هو الذي يقول:

  فالآن صرت إلى أميّ ... ة والأمور إلى مصائر

  قال: فأطرقت إستحياء، فقال: إرفع رأسك فلئن قال ذلك لقد قال:

  بخاتمكم كرها تجوّز أمرهم ... فلم أر غصبا مثله حين يغصب

  قال: فسلّى ما كان بي، وحادثني ساعة، وقال: ما يعجبك من النساء؟ فقلت:

  غرّاء تسحب من قيام شعرها ... وتغيب فيه وهو وحف أسحم

  فكأنّها فيه نهار مشرق ... وكأنّه ليل عليها مظلم

  فقال: يا بني هذه لا تصاب إلّا في الفردوس، وأمر له بجائزة⁣(⁣٢).

  قال الشريف أبو القاسم المرتضى: إن الكميت كان إماميا ولم يخرج مع الإمام زيد بن علي # وندم بعده وقال أبياتا.

  * * *

  والجعفرية جماعة غلوا⁣(⁣٣) في الإمام جعفر الصادق.

  والكميت اسم مرتجل وهو في الأصل اسم للفرس الذي ليس بقاني الحمرة بشرط سواد عرفه، واسم للخمر. واللّه أعلم.


(١) عبد الصمد بن عليّ بن عبد اللّه بن عباس: أمير عباسي هاشمي (٦١٤ - ٦٨٦ هـ). وهو عم المنصور. كان عامله على مكة والطائف، سنة ١٤٧ هـ. ثم ولي المدينة. وعزله عنها المهدي، سنة ١٥٩ هـ، وولاه الجزيرة سنة ١٦٢ هـ. ثم عزله سنة ١٦٣ وحبسه إلى سنة ١٦٦ وأخرجه وولاه دمشق، ثم عزله. وعمي في آخر عمره. وهو ابن «كثيرة» التي كان ابن قيس الرقيات يشبب بها في شعره، ويقول:

«عاد له من كثيرة الطرب ... فعينه بالدموع تنسكب»

وكان في الجانب الشرقي من بغداد «شارع عبد الصمد» ينسب إليه.

ترجمته في: وفيات الأعيان ٣/ ١٩٥ - ١٩٦ والموشح للمرزباني ٣٤٦ وبغية الآمل ٤: ١٠٩ وسمط اللآلي ٣٢٥ وفيه أن «ابني المعذل» عبد الصمد - هذا - وأحمد. شاعران، وعبد الصمد أشعر، وأحمد فقيه مالكي له كتاب سماه «كتاب العلة» ينصر فيه مذهب مالك. وقيل: كان أحمد معتزليا، ويكنى أبا الفضل، الاعلام ط ٤/ ٤ / ١١.

(٢) الأغاني ١٧/ ٢٤.

(٣) أي تابعوا وانتهجوا، وليس الغلّو المنهيّ عنه.