نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[4] أبو إسحاق، إبراهيم بن علي بن سلمة بن هرمة

صفحة 117 - الجزء 1

  لما استشعر أن تواتر المطر والديم مما يخرّب الديار، ودعا لها بالغيث السالم من العبث.

  وما أحسن قول القاضي شرف الدين الحسن بن علي بن جابر الهبل - الآتي ذكره إن شاء اللّه تعالى⁣(⁣١) - في الغيث الذي انسجم:

  مذ تراءى الأحماض في الغيث قوم ... أو سعوه لذاك لعنا وسبّا

  قلت هذا مصداق ما ذكروه: ... أن للغيث باغضا ومحبّا!⁣(⁣٢)

  وقال أبو العباس عبد اللّه بن المعتز⁣(⁣٣) وقد هدم المطر داره [من المتقارب]:

  ألا من لنفس وأشجانها ... ودار تداعى بحيطانها

  أسوّد وجهي بتبييضها ... وأهدم كسبي بعمرانها⁣(⁣٤)

  وقال أيضا وفيه تسخط [من الطويل]:

  روينا فما نزداد يا ربّ من حيا ... وأنت على ما في النفوس شهيد

  سقوف بيوتي صرن أرضا أدوسها ... وحيطان داري ركّع وسجود⁣(⁣٥)

  والاحتراز الذي ذكرته هو غير الاحتراس المذكور في البديع، إلّا أنهما متقاربان في المعنى، وبيت النابغة فيه الاحتراس، ويسمى التتميم، ومن أحسن استعماله قول جمال الدين بن نباتة:

  نفس عن الحب ما أعفت ولا غفلت ... بأي ذنب وقاك اللّه قد قتلت

  فوّقى اللّه هذا الشعر عين الحسود.

  وقيل: إن ابن عتيق سمع كثيّرا ينشد أبياته التي منها:

  فأخلفن ميعادي وخنّ أمانتي ... وليس لمن خان الأمانة دين


(١) ترجمه المؤلف برقم ٤٦.

(٢) ديوان الهبل ٤٩٦.

(٣) ترجمه المؤلف ضمن ترجمة الحارث بن سعيد، أبو فراس الحمداني برقم ٤٤.

(٤) ديوان ابن المعتز ٢/ ٦٤٧ - ٦٤٨.

(٥) ديوان ابن المعتز ٢/ ٥٦٠.