[4] أبو إسحاق، إبراهيم بن علي بن سلمة بن هرمة
  فقال له: سخنت عينك أعلى الدين اتبعتهن، أشعر واللّه منك واغزل وأعرف بالغزل ابن قيس الرقيّات(١) حيث يقول [من المديد]:
  حب هذا الدلّ والغنج ... والتي في طرفها دعج(٢)
  والتي إن أوعدت كذبت ... والّتي في وعدها خلج
  وترى في البيت صورتها ... مثل عافى البيعة السّرج
  خبّروني هل على رجل ... عاشق في قبلة حرج(٣)
  فوقف كثيّر واستحلاه واهتز وقال: لا، إن شاء اللّه تعالى، قبل.
  وأنشد بشار(٤) قول الشاعر:
(١) عبيد اللّه بن قيس بن شريح بن مالك، من بني عامر بن لؤيّ: شاعر قريش في العصر الأموي، كان مقيما في المدينة. وقد ينزل الرقة، وخرج مع مصعب بن الزبير على عبد الملك بن مروان.
ثم انصرف إلى الكوفة بعد مقتل ابني الزبير (مصعب وعبد اللّه) فأقام سنة، وقصد الشام فلجأ إلى عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، فسأل عبد الملك في أمره، فأمّنه، فأقام إلى أن توفي نحو سنة ٨٥ هـ، أكثر شعره الغزل والنسيب، وله مدح وفخر. ولقب بابن قيس الرقيات لأنه كان يتغزل بثلاث نسوة، اسم كل واحدة منهن رقية. وأخباره كثيرة معجبة، وقيل اسمه عبد اللّه. والصواب التصغير. له «ديوان شعر - ط».
ترجمته في:
الأغاني ٥/ ٨٠ - ١١٠، والموشح ١٨٦ وسمط اللآلي ٢٩٤ والجمحي ٥٣٠ - ٥٣٤ وشرح الشواهد ٤٧ والشعر والشعراء ٢١٢ ومعجم المطبوعات ٢٢٠ وخزانة البغدادي ٣: ٢٦٥ - ٢٦٩ والتاج ١٠: ١٥٥ وفيه تخطئة الجوهري في تسميته «عبد اللّه»، الاعلام ط ٤/ ٤ / ١٩٦.
(٢) الدعج: سواد العين مع سعتها.
(٣) ديوان عبيبد اللّه بن قيس الرقيات ١٦٣.
(٤) هو أبو معاذ بشار بن برد العقيلي بالولاء، ولد أعمى، كان ضخم الجسم، مجدر الوجه، أشعر الشعراء المحدثين، وآخر من يحتج بأقوالهم في اللغة، نشأ بالبصرة، ثم قدم بغداد ومدح المهدي ابن المنصور. اتهم بهجاء المهدي فرمي بالزندقة، وعندما فتشت كتبه لم يعثر فيها على شيء مما رمي به، وأمر المهدي بضربه سبعين سوطا، وهو شيخ كبير قد نيف على تسعين سنة، فمات من ذلك سنة ١٦٧ وقيل ١٦٨ هـ. قال صاحب الذريعة: ويظهر من كتبه أنه كان شديد الحفظ لقرابة رسول اللّه ÷ فضلا عن أبنائه.
ترجمته في: خزانة الأدب للبغدادي ٣/ ٢٠٨، والذريعة ٩/ ١٣٧، وطبقات الشعراء / ٢١ وتاريخ آداب اللغة العربية لزيدان ٢/ ٦٣، والأغاني ٣/ ١٢٧ - ٢٤٧، والشعر والشعراء / ٦٤٣، أنوار الربيع ١ / هـ ٣٦.