نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[139] أبو إبراهيم، مالك بن الحارث بن عبد يغوث

صفحة 10 - الجزء 3

  وقرئ كتاب «الاستيعاب» على شيخنا عبد الوهاب بن سكينة المحدّث وأنا حاضر فلما انتهى القارئ إلى هذا الخبر قال أستاذي عمر بن عبد اللّه الدبّاس - وكنت أحضر معه سماع الحديث -: لتقل الشيعة ما شاءت بعد هذا، ماذا قال المرتضى والمفيد إلا بعض ما كان حجر والأشتر يعتقدانه في عثمان ومن تقدمه، فأشار إليه بالسكوت، فسكت⁣(⁣١).

  وقال أبو هلال العسكري وغيره: لما جاءت وقعة الجمل التقى الأشتر وعبد اللّه بن الزبير فاعتنقا واصطرعا عن فرسيهما، وجعل ابن الزبير يصرخ من تحت الأشتر:

  إقتلوني ومالكا ... واقتلوا مالكا معي

  فلم يعلم من يعني لشدة الاختلاط وثوران النقع فلو قال اقتلوني والأشتر لقتلا معا فلما افترقا قال الأشتر:

  أعائش لولا أنني كنت طاويا ... ثلاثا لألفيت ابن أختك هالكا

  غداة ينادي والرماح تنوشه ... لوقع الصياصي؛ إقتلوني ومالكا

  فنجّاه منّي شبعه وشبابه ... وأني شيخ لم أكن متماسكا⁣(⁣٢)

  وقيل: إنّ عائشة فقدت عبد اللّه فسألت عنه فقيل لها: عهدنا به معانق للأشتر فقالت: وآثكل أسماء⁣(⁣٣).

  وقيل: إنها أعطت من بشّرها بسلامته من الأشتر عشرة آلاف درهم، وإنما كان شعر الأشتر في الحماسة لأنّه يصف القتال وهو معشوقه، وأورد له أبو تمام الطائي في الحماسة:

  بقّيت وفري وانحرفت عن العلا ... ولقيت أضيافي بوجه عبوس⁣(⁣٤)

  أن لم أشنّ على ابن حرب غارة ... لم تخل يوما من ذهاب نفوس


(١) شرح النهج ١٥/ ١٠١.

(٢) شرح النهج ١٥/ ١٠١، كشف الغمة ١/ ٢٤٤، النجوم الزاهرة ١/ ١٠٦، أخبار شعراء الشيعة ٤٧، شعره / قطعة ٢١.

(٣) شرح النهج ١٥/ ١٠١.

(٤) الوفر: المال.