[139] أبو إبراهيم، مالك بن الحارث بن عبد يغوث
  وقرئ كتاب «الاستيعاب» على شيخنا عبد الوهاب بن سكينة المحدّث وأنا حاضر فلما انتهى القارئ إلى هذا الخبر قال أستاذي عمر بن عبد اللّه الدبّاس - وكنت أحضر معه سماع الحديث -: لتقل الشيعة ما شاءت بعد هذا، ماذا قال المرتضى والمفيد إلا بعض ما كان حجر والأشتر يعتقدانه في عثمان ومن تقدمه، فأشار إليه بالسكوت، فسكت(١).
  وقال أبو هلال العسكري وغيره: لما جاءت وقعة الجمل التقى الأشتر وعبد اللّه بن الزبير فاعتنقا واصطرعا عن فرسيهما، وجعل ابن الزبير يصرخ من تحت الأشتر:
  إقتلوني ومالكا ... واقتلوا مالكا معي
  فلم يعلم من يعني لشدة الاختلاط وثوران النقع فلو قال اقتلوني والأشتر لقتلا معا فلما افترقا قال الأشتر:
  أعائش لولا أنني كنت طاويا ... ثلاثا لألفيت ابن أختك هالكا
  غداة ينادي والرماح تنوشه ... لوقع الصياصي؛ إقتلوني ومالكا
  فنجّاه منّي شبعه وشبابه ... وأني شيخ لم أكن متماسكا(٢)
  وقيل: إنّ عائشة فقدت عبد اللّه فسألت عنه فقيل لها: عهدنا به معانق للأشتر فقالت: وآثكل أسماء(٣).
  وقيل: إنها أعطت من بشّرها بسلامته من الأشتر عشرة آلاف درهم، وإنما كان شعر الأشتر في الحماسة لأنّه يصف القتال وهو معشوقه، وأورد له أبو تمام الطائي في الحماسة:
  بقّيت وفري وانحرفت عن العلا ... ولقيت أضيافي بوجه عبوس(٤)
  أن لم أشنّ على ابن حرب غارة ... لم تخل يوما من ذهاب نفوس
(١) شرح النهج ١٥/ ١٠١.
(٢) شرح النهج ١٥/ ١٠١، كشف الغمة ١/ ٢٤٤، النجوم الزاهرة ١/ ١٠٦، أخبار شعراء الشيعة ٤٧، شعره / قطعة ٢١.
(٣) شرح النهج ١٥/ ١٠١.
(٤) الوفر: المال.