خيلا كأمثال السّعالي شذّبا ... تعدو ببيض في الكريهة شوس⁣^(⁣١)

  حمي الحديد عليهم فكأنّه ... ومضان برق أو شعاع شموس⁣^(⁣٢)

  أجاد في هذه القطعة فما أعرفه في نظم الشعر والقلب بهذه الصنعة.

  وقال الزبير بن بكّار: أخبرني عمّي، عن رجاله: أن محمد بن طلحة بن عبيد اللّه التيمي المعروف بالسجاد كان كثير البرّ بأبيه وقتله برّه فإنه خرج مع أبيه إلى البصرة أيام خروجه مع عائشة محاربين عليّا # فقتل، ولم تكن له نيّة في القتال فقال عليّ #، لما وقف عليه قتيلا بعد هزيمة أصحاب عائشة: هذا الذي قتله برّه بأبيه.

  قال الزبير: كان محمد بن طلحة يقف بين الصفّين راكبا فرسه، ومعه الرمح والمصحف فإذا قصده فارس فتح المحصف وقال: أنشدكم حم فيكف عنه قاصده، فلم يلبث أن حمل عليه الأشتر فقرأ حم فلم ينته عنه فطعنه في صدره فاعتنق فرسه وسقط، فقال الأشتر:

  وأشعث قوّام بآيات ربه ... قليل الأذى فيما ترى العين مسلم

  دلفت له بالرمح من تحت صدره ... فخرّ صريعا لليدين وللفم

  على غير شيء غير أن ليس تابعا ... عليا ومن لا يتبع الحق يظلم

  يناشدني حاميم والرمح شاجر ... فهلّا تلى حاميم قبل التقدّم⁣^(⁣٣)

  قال: وقيل، إن قاتل محمّد غير الأشتر، وإن الشعر لغيره، قال: والصحيح أنه هو.

  وذكر نصر بن مزاحم بن بشار العقيلي في أخبار صفّين: أن عليّا # أظهر أنه مصبّح معاوية فمناجز، وشاع ذلك من قوله، وكان معاوية بن الضحاك بن

(١) السعالى: الغيلان، وقيل: هي بنات الغيلان، الشوس: جمع اشوس، وهو الغضبان.

(٢) حماسة أبي تمام ٥٠ - ٥١، أمالي القالي ١/ ٨٤، معجم الشعراء ٢٦٣، المؤتلف والمختلف ٣٢، أخبار شعراء الشيعة ٤٨، الزهرة ٢/ ٢١٨، لباب الآداب ١٧٨، مناقب آل أبي طالب ١٥٨، الإصابة ٣/ ٤٥٩، شعره / القطعة ١٥.

(٣) أخبار شعراء الشيعة ٤٧، المعارف وفيه انها لشويح بن أوفى العبسي، الطبري ٤/ ٥٢٦ منسوبة لقاتل محمد بن طلحة؟، شعره / قطعة ٢٨.