نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[139] أبو إبراهيم، مالك بن الحارث بن عبد يغوث

صفحة 17 - الجزء 3

  والمفيد الذي أشار إليه ابن الدباس: هو أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن محمد الشهير بالمفيد وهو لقبه وبابن المعلم البغدادي⁣(⁣١) أحد علماء الإماميّة الأفاضل المشاهير.

  قال الذهبي: كان إماما مبرزا مشهورا، لم يكن له في وقته نظير مع الزهد والعفة والتقوى والمواضبة على الطاعات، وكان يناظر أهل كلّ مقالة في مقالتهم وينتصف منهم وكان من العبّاد، فكان يصوم أكثر الأشهر المباركة والبيض والسود والاثنين والخميس ورجب وشعبان، دايم الخشوع والعبادة والصدقة مع الجاه العظيم في الدولة البويهيّة، وكان عضد الدولة يزوره بنفسه في موكبه ولا يفتيه إلّا هو.

  قال الذهبي: لما مات المفيد شيخ الرافضة شيّع جنازته منهم ثمانون ألفا ومشى عضد الدولة في جنازته وغلّقت أبواب الكرخ⁣(⁣٢). وناحوا عليه، ¦.

  وقال ابن أبي الحديد: حدثني فخار بن معد العلوي الموسوي⁣(⁣٣) ¦ قال: رأى المفيد أبو عبد اللّه محمد بن محمد الفقيه الإمامي في منامه، كأن فاطمة بنت رسول اللّه ÷ دخلت عليه وهو في مسجده بالكرخ، ومعها ولداها الحسن والحسين @ صغيرين فسلمتهما إليه، وقالت له: علمهما الفقه، فانتبه متعجبا من ذلك، فلما تعالى النهار صبيحة تلك الليلة دخل عليه المسجد فاطمة بنت الناصر، وحولها جواريها وبين يديها ابناها محمد الرضي وعليّ المرتضى صغيرين، فقام إليها وسلم عليها، فقالت: أيّها الشيخ، هذان ولداي أحضرتهما إليك فتعلّمهما الفقه، فبكى أبو عبد اللّه وقصّ عليها المنام، وتولّى تعليمهما وفتح اللّه لهما وأنعم عليهما من أبواب العلوم والفضائل ما هو مشهور عنهما في آفاق الدنيا. وهو باق ما بقي الدهر⁣(⁣٤).


(١) مرت ترجمته بهامش سابق.

(٢) أنظر: العبر - ط الكويت ٣/ ١١٦ - ١١٧.

(٣) فخار بن معد بن فخار الموسوي الحائري، شمس الدين أبو علي: فاضل إمامي. من أهل الحائر، في العراق يروي عنه ولده عبد الحميد والسيد علي بن طاووس، وروى هو عن ابن إدريس، توفي سنة ٦٣٠ هـ.

صنف «الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب - ط» وأرسله إلى ابن أبي الحديد، شارح نهج البلاغة، وكان معاصرا له، وله كتب أخرى، منها «الروضة» في الفضائل والمعجزات.

ترجمته في: روضات الجنات ٤٨٧، الاعلام ط ٤/ ٥ / ١٣٧.

(٤) شرح نهج البلاغة ١/ ٤١.