[140] القاضي أبو علي المحسن بن أبي القاسم علي
  الفرج بعد الشدّة كرامة لفاطمة الزهراء # مع الرجل الذي كان يميل إلى الغلمان، وعدّة مناقب لعليّ # منها: رؤيا عضد الدولة وقد مرّت، وخبر ظهور قبره الشريف.
  وقال ابن خلكان أنه سمع بالبصرة من أبي العباس الأثرم، وأبي بكر الصولي، والحسين بن محمد بن يحيى بن عثمان الفسوي(١) وطبقتهم، ونزل بغداد وأقام بها، وحدّث إلى حين وفاته، وكان صحيح السماع، وكان أديبا شاعرا أخباريا، وتقلد القضاء بعسكر مكرم وايدج ورام هرمز، وتقلّد بعد ذلك أعمالا كثيرة بنواح مختلفة(٢).
  ومن مليح شعره [عن الكامل]:
  قل للمليحة في الخمار المذهب ... أفسدت نسك أخي التقى المترهّب
  نور الخمار ونور وجهك فتنة ... عجبا لوجهك كيف لم يتلهّب
  وجمعت بين المذهبين فلم يكن ... للحسن عن ذهبيهما من مذهب
  وإذا أتت عين لتسرق نظرة ... قال الجمال لها: اذهبي لا تذهبي(٣)
  ولقد أجاد والتزم فيها لزوم الهاء قبل الروي بهذا الانسجام، وقد ذكرت في ترجمة السيد عبد اللّه بن الإمام شرف الدين(٤) مأخذه في قصيدته البائية من هذه السكة العينية وفيها الجناس المشتق والتام.
  وكان بعض المشائخ قد خرج ليستقي في محلّ وكان في السماء غمام فتقشع فقال القاضي أبو عليّ [من الطويل]:
  خرجنا لنستسقي بيمن دعائه ... وقد كاد هدب الغيم أن يلحق الأرضا(٥)
  فلما ابتدأ يدعو تقشعت السما ... فما قام إلا والغمام قد انقضى(٦)
  وذكر ابن خلكان في معناه لبعض الشعراء:
(١) في الوفيات: «النسوي».
(٢) وفيات الأعيان ٤/ ١٥٩ - ١٦٠.
(٣) يتيمة الدهر ٢/ ٣٤٦.
(٤) ترجمه المؤلف برقم ٩٢.
(٥) في اليتيمة والوفيات: «يلحف الأرضا».
(٦) يتيمة الدهر ٢/ ٣٤٥ - ٣٤٦، وفيات الأعيان ٤/ ١٦٠.