[141] السيد ضياء الدين المحسن بن المتوكل على
  أبي قادها شعث النواصي وذادها ... عن السرج سرج الملك لا تستريبه
  وما الشعر هذا من شعاري وإنّما ... أجرب فكري كيف يجري نجيبه
  فأنظم في جيد الزمان قلائدا ... من اللؤلؤ المكنون فيّ رطيبه
  تقلده البيض الغواني مخانقا ... ويصبو شباب الحيّ منه وشيبه(١)
  وله أيضا:
  ولقد ذكرتك عند روض زانه ... النوار من ورد ومن نسرين
  والورق في أعوادها وفنونها ... تأتي لنا بطرائق وفنون
  والطل رقرقه النسيم فصار فو ... ق الزهر مثل اللؤلؤ المكنون
  وترى الغصون على جداول مائه ... تحكي لنا الأهداب حول عيون
  وبه الشقائق مائسا نعمانها ... لما اكتسى صبغا من الزرجون(٢)
  والنرجس الميّاس أمسى شاخصا ...... (٣)
  وتشبيه أغصان الماء بالأهداب حول العيون بكر مع التورية في عيون.
  * * *
  وذكرت ذكري الحبيب وقت ذكره في حال الشدة إذ هو أبلغ كقولي. وأنا بالبحر سنة ثلاث عشرة في شعبان:
  ولقد ذكرتكم ونحن بلجّة ... للموج فيها بالسفين تلعّب
  والبحر كالسلطان إلّا أنّه ... من غير شيء كل يوم مغضب
  وأظنّ أن الريح حين بدا ... لها منه التنمّر والتهدد تهرب
  والغيم يبكي خشية من بأسه ... ولقلبه بالبرق فيه تلهّب
  ولديّ في الفلك الكبير عصابة ... لعب الشمال بفلكهم والأنكب
  من فوقهم بحر السحاب وتحتهم ... لجّ يمسّ الموج منه الكوكب
  فلهم ضجيج بين ذين وضجّة ... وأنا بذكراكم ألذّ وأطرب
  أنتم بصنعا والعميد جرى به ... عنكم غراب ذو جناح أشهب
(١) نشر العرف ٢/ ٤٠٢ - ٤٠٣.
(٢) نشر العرف ٢/ ٤٠٣ - ٤٠٤.
(٣) بياض في الأصل.