[141] السيد ضياء الدين المحسن بن المتوكل على
  وله ما يتعلق بذكر الحبيب مع الشدايد والتزم فيه ما لا يلزم:
  ولقد ذكرتك والهجير قد التظى ... وطغى على فلك الركاب سرابه
  والجوّ مغبرّ الجوانب موحش ... قد صاح للترحال فيه غرابه
  والركب قد مالت بهم أيدي الكرى ... مثل النديم جنى عليه شرابه
  والشمس ألبست الوجوه ملابسا ... سفعا كما غشّى الحمام قرابه
  فتذكّري مضنى نأت أحبابه ... وتفرقت أيدي سبا أترابه(١)
  وله أيضا:
  أيا ورقة الدوح بالأجرع ... تغنّي وقيت النّوى واسجعي
  وباللّه يا نسمات الصبا ... خذي نفسا بالحمى وارجعي
  وهاتي حديث زمان اللوى ... وتلك العشايا على لعلع
  ومن بعد ذا يا نسيم الصبا ... فبلّ ذيولك من أدمعي
  وإن جئت وجرة حيث الهوى ... فعج بثنياتها الأربع
  وقبل عبير ثراها وقل ... سلام على ربّة البرقع
  هناك تقضي شبابي فيا ... سقتها الغمائم من أربع
  ويا صاح أني تركت الهوى ... وعفت طلا كأسها المترع
  وعز بترك سؤال الرجا ... ل وكف الهوى عنهم وادفع
  وكن قانعا حذر الانخفا ... ض وكن آيسا منهم ترفع
  وأنت العليم بأن الزما ... ن خؤون لكل فتى ألمعي
  وأن القناعة فيها الغنى ... وأن الضراعة في المطمع(٢)
  وله أيضا:
  طال في تسواف وعدك ... يا حبيبي مطل عبدك
  وكميت الشوق جار ... حثّه منصوب نهدك
  وعقود الصبر منّي ... حلّها معقود بندك
  فبسلطان غرامي ... فيك أوثق عقد عهدك
  وأجرني من دلال ... جار في عادل قدّك
(١) نشر العرف ٢/ ٤٠٥.
(٢) نشر العرف ٢/ ٤٠٥.