نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[142] أبو القاسم ويلقب أيضا أبا الحسن محمد بن

صفحة 30 - الجزء 3

  ويتيمة كم إليها صابي ولها صاحب، هي لكل دمية كالوشاح، بل لكلّ روضة كالأقاح.

  وذكر ابن خلكان: إنه من ذرية يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب، ويزيد بن حاتم كان المنصور وجّهه إلى المغرب لحرب الأباضيّة فولد له هناك، فكان والده هاني من قرية من قرى المهدية بأفريقيّة، وكان شاعرا أديبا وانتقل إلى الأندلس فولد له بها محمّد المذكور بأشبيلية، ونشأ بها وحصل له حظّ وافر من الأدب، وكان حافظا لأشعار العرب وأخبارهم واتصل بصاحب إشبيلية وحظى عنده، وكان كثير الانهماك في الملاذّ متمذهبا بمذهب الفلاسفة، فأتّهم الملك بمذهبه فأشار عليه بالغيبة عن البلد مدة ينسى بها خبره فانفصل عنها، وعمره سبع وعشرون سنة فلقي القائد أبا الحسن جوهر الرومي مولى المعزّ لدين اللّه ثم ارتحل إلى جعفر بن يحيى وأخيه على المسيلة وهي مدينة بالزاب وكان واليها، فبالغا في إكرامه ونمى خبره إلى المعز لدين اللّه فطلبه منهما، فلما انتهى إليه بالغ في الأنعام إليه ثم خرج معه إلى الديار المصرية، وبعد ذلك استأذنه في العود إلى المغرب ليأخذ عياله ويلحق به، فلما وصل إلى برقة أقام عند شخص من أهلها أياما فيقال: إنهم عربدوا عليه فقتلوه، وقيل: إنه خرج من تلك الدار سكران فأصبح ميّتا لا يعرف سببه، وقيل: وجد في سانية من سواني برقة مخنوقا بتكّة سراويله، وذلك بكرة الأربعاء لسبع ليال بقين من رجب سنة اثنتين وستين وثلاثمائة وعمره ست وثلاثون سنة، وقيل: اثنتان وأربعون، ذكر ذلك صاحب «تاريخ القيروان» ولما بلغ المعزّ وفاته وهو بمصر تأسف عليه كثيرا وقال: كنّا نرجو أن نفاخر به شعر المشرق فلم يقدّر لنا ذلك⁣(⁣١).

  وذكر المقريزي: أن المعزّ لما فتح الديار المصرية على يد عبده القايد جوهر قال ابن هاني قصيدة يذكر فيها الفتوح أوّلها [من الطويل]:

  يقول بنو العبّاس قد فتحت مصر ... فقل لبني العباس قد قضي الأمر⁣(⁣٢)

  ورأيت في ديوان سبط ابن التعاويذي الآتي ذكره⁣(⁣٣) قصيدة يمتدح بها المستضيء جاء منها:


(١) وفيات الأعيان ٤/ ٤٢١ - ٤٢٢.

(٢) كاملة في ديوانه ٧٨ - ٨٤، ديوانه دار صادر ١٣١ - ١٣٩.

(٣) ترجمه المؤلف برقم ١٦٥.