[142] أبو القاسم ويلقب أيضا أبا الحسن محمد بن
  ولولا الإمام المستضيء ورأيه ... تداعت قوى الإسلام وانّثغر الثّغر
  من مبلغ تحت التّراب ابن هانيء ... وقبر المعزّ إن أصاخ له القبر
  بأنّ الحقوق استرجعت في زمانه ... على رغم من ناواه وافتتحت مصر(١)
  وكان ذلك بعد انقراض دولة الخلفاء بمصر وموت العاضد، فعجبت كيف يردّ عليه بعد هذه المدة وليس ذلك بفخار، واستدللت بها على موقع شعر ابن هاني عند المشارقة خاصة، وقد تصدّى للردّ عليه هذا الشاعر الفحل، ولو لم يكن لابن هاني إلا رائيته المشهورة في الأمير إبراهيم بن جعفر صاحب الزّاب الشهير بابن الأندلسيّة [من الكامل]:
  فتقت لكم ريح الجلاد بعنبر ... وأمدّكم فلق الصباح المسفر
  وجنيتم ثمر الوقائع يانعا ... بالنصر من ورق الحديد الأخضر
  ابني الرماح السمهريّة والسيو ... ف المشرفيّة والعديد الأكثر
  من منكم الملك المطاع كأنّه ... تحت السوابغ تبّع في حمير(٢)
  قالوا: ولا يعلم بيت أنزل جيشا جرارا غير هذا البيت، فإنه أنشد الأمير وهو راكب في الميدان في نحو مائة ألف فارس مكفّرين بالدروع، فلما بلغ إليه ترجل الجيش كله ولم يبق إلا الأمير وحده ليبين للفتى هيكله، إعظاما له.
  ومن شعره:
  وشرب أداموا الورد من أكؤس الطلا ... وقد أنفوا الإصدار عن ذلك الورد
  سقطنا عليهم كي نلذّ بقولهم ... سقوط النّدا عند الصباح على الورد(٣)
  ومن شعره يمدح المعز لدين اللّه [من البسيط]:
  ألؤلؤ دمع هذا الغم أم نقط ... ما كان أحسنه لو كان يلتقط
  بين السّحاب وبين الريح ملحمة ... قعاقع وظبي في الجوّ تخترط(٤)
  كأنّه ساخط يرضى على عجل ... فما يدوم رضى منه ولا سخط
(١) كاملة في ديوان سبط ابن التعاويذي ١٧٣ - ١٧٧.
(٢) كاملة في ديوانه ٧٤ - ٧٦، ديوانه ط دار صادر ١٦١ - ١٦٤.
(٣) لم أجدها في ديوانه بطبعتيه.
(٤) الملحمة: الوقعة العظيمة. القعاقع: حكاية صوت السلاح والرعد وغيرهما، الظبي: أراد بها السيوف. تخترط: تسل.