[142] أبو القاسم ويلقب أيضا أبا الحسن محمد بن
  وجه بجوهر ماء العرش متّصل ... برق بمحض صريح الكحل مرتبط
  يروّع الأسد منه في أماكنها ... سيف له بيمين النّصر مخترط
  خابت أميّة منه في الّذي طلبت ... كما يخيب برأس الأقرع المشط
  وحاولوا من حضيض الأرض إذ غضبوا ... كواكبا قد نأوا عنها [وقد] شحطوا(١)
  هذا وقد فرّق الفرقان بينكم ... بحيث يفترق الرّضوان والسّخط
  الناس غيركم العرقوب في شرف ... وأنتم حيث حلّ التّاج والقرط
  وكنت أشكر نفسي في مودّتكم ... لأنّكم في فؤادي جيرة خلط(٢)
  يا أفضل الناس من عرب ومن عجم ... وآل أحمد إن شبّوا وإن شمطوا(٣)
  ليهنك الفتح لا أنّي سمعت به ... ولا على اللّه فيما شاء أشترط
  لكن تفاءلت والأقدار غالبة ... واللّه يبسط آمالا فتنبسط
  وما أرى السؤل إلّا حاجة بلغت ... سؤل الأماني بها الرّكاضة النّشط(٤)
  من فوق أدهم لا تجتاز غايته ... نجم من الأفق الشمسيّ منخرط
  يحتثّه راكب ضاقت مذاهبه ... بادي التشحّب في عثنونه شمط(٥)
  إنّ الملوك إذا قيست إليك معا ... فأنت من كثرة بحر وهم نقط(٦)
  وله أيضا من قصيدة في المعزّ [من الطويل]:
  سرى وظلام الليل أقتم أفتخ ... مهاد ضجيع بالعبير مضمّخ(٧)
  فحيّيت مزورّ الحجال كأنّه ... محجّب أعلى قبّة الملك أبلخ(٨)
  وما راع ذات الدّلّ إلّا معرّسي ... وملقى نجادي والجلال المنوّخ(٩)
(١) شحطوا: بعدوا.
(٢) في الأصل: «خلطوا» وما أثبتنا من الديوان، جيرة خلط: أي جيران خلطاء.
(٣) شمطوا: خالطهم الشيب.
(٤) الركاضة النشط: أراد بهم الرسل المسرعين.
(٥) الراكب: أراد به للبريد. التشحب: تغير اللون. العثنون: اللحية.
(٦) ديوانه ٩٥ - ٩٨، ديوانه ط دار صادر ١٨٤ - ١٨٧.
(٧) الأفتخ: الفاتر، المسترخي. في الديوان: «ضجيع مهاد».
(٨) الأبلخ: المتكبر.
(٩) المعرس: الموضع الذي ينزل فيه المسافر آخر الليل. ملقى نجادي: إلقاء حمائل سيفي، الجلال: الضخم من الإبل. المنوخ، من نوخ الجمل: أبركه.