نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[143] الشيخ بدر الدين محمد بن حسين المرهبي

صفحة 46 - الجزء 3

  كقبيلته مرهبة، وكلمات منطقه مسمعات لشكره كلية موجبة، لم يسمح بمثله العصر ولا أسكر، ولا لآلاء بمثله فضله الأفق ولا أفجر، فاق في النظم والكتابة، وسبق في العلم والإصابة، وكان كاتبا للسيّد الأمير جمال الدين على ابن المتوكل على اللّه المذكور في العين⁣(⁣١)، ومن عيون أصحابه وشعرائه.

  وله فضل كثير في فنون العلم غير الأدب، فهو إمامه المهدي فيه، وشعره نخب، ومن شعره:

  ذات الملاحة حلوة الثّغر ... هجرت وما طبعت على الهجر

  بيضاء لو أهدت ذوائبها ... للّيل فلّ صفائح الفجر

  هيفاء تحت نطاقها كفل ... ملأى الإزار كأنه وزري

  أنفقت عيني في محبّتها ... وكذلك الإنسان في خسر

  بأبي وبي أفدي محجّبة ... في القصر تشبه ظبية القفر

  لم أنس إذا مسّت تسارقني ... ألحاظها من جانب الستر

  يا عاذلي قصّر ودع عذلي ... فهواي مقصور على القصر

  لو لم تكن صوّرت من أحد ... ما جئت تعذلني على بدر

  إن كنت لا تدري بما صنعت ... تلك العيون فإنّني أدري

  لولا نوافثهن في كبدي ... لم أدر كيف نوافث السحر

  ولقد أهاجت صبوتي سحرا ... بالغور هاتفة من السدر

  قد شفّها ما شفّني فبها ... ما بي من الأشواق والذكر

  وتجانس الألفان فاشتبها ... في الخطّ من قمر ومن قمر

  باتت تجاذبني التحيّة في ... ظلّ البشام وجانب النهر

  حتى تولّى اللّيل منهزما ... بغداف ظلمته إلى الوكر

  وانقضّ باز الصبح يطلب في ... أوج السماء مواضع النسر

  وغدا النسيم يشب من فرح ... تلقا الصباح مجامر الزهر

  وله من أوائل قصيدة مدح بها مخدومه أبا الحسين علي بن المتوكل:

  أما آن أن ترقا الدموع السواجم ... وتقصر هاتيك القلوب الحوائم


(١) ترجمه المؤلف برقم ١١٥.