نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[143] الشيخ بدر الدين محمد بن حسين المرهبي

صفحة 47 - الجزء 3

  فقد سئمت زهر النجوم رعايتي ... وملّت مناجاتي لهن الحمائم

  لي اللّه حتى البرق أعداه رقة ... نحولي واعتلّت بجسمي النسائم

  ومن حرّ ما ألقيه في مهيع الصبا ... غدت نسمات الحيّ وهي سمائم

  وقد أذهبت لوني يد الشوق واكتسى ... أصيل الحمى من صفوتي وهو قائم

  ولولا بكائي في المعاهد سحرة ... لما سمعت للطير فيها مآتم

  وكم يستمد القيظ من حرّ مهجتي ... وتمتار من أجفان عيني الغمائم

  وما الرعد إلا أنه من جوانحي ... ينمّ بما وارته منّي الحيازم

  فحتّى م قلبي في الصبابة هائم ... وإنسان عيني في المدامع عائم

  خليليّ كم أخفي الهوى وتذيعه ... جفون مساعي الدمع فيها النمائم

  ولم أر مثل القلب عونا على الهوى ... تشب به نار الهوى وهو كاتم

  وفي كبدي من حبّ أسما جراحة ... تعزّ على الآسين فيها المراهم

  وإن شفائي ما استدار نطاقها ... عليه وما ضمّته منها المباسم

  ودون لقا أسماء من بأس قومها ... بسابس ما سارت عليها المناسم

  ومن ذا على خوض المهالك مسعدي ... وقد قلّ في هذا الزمان المسالم

  أخلائي طرّا حاسد ومفنّد ... وقال ومغتاب وواش ولائم

  سقى تلعات الشط فالجزع فاللّوى ... بسفح النقا سار من المزن ساجم

  مغان قضت فيها الشبيبة حقّها ... سرورا وغصن اللهو ريّان ناعم

  ولي بين هاتيك المضارب ظبية ... تبيت حواليها الليوث الضراغم

  من الهيف نعساء النواظر طفلة ... لها البيض والسمر الرقاق تمائم

  تنام فلم يلمم بها الطيف غرّة ... بفحش ولم يحلم بها قط حالم

  ترى علمت أنّى بها الدهر مغرم ... وإن فؤادي بالصبابة هائم

  وإن لقلبي لوعة تستثيرها ... إذا هدأت جنح الظلام الهماهم

  لئن درست تلك المعالم أو عفت ... فلم تعف من شوقي إليها المعالم

  وإن زمانا قد قضت لي صروفه ... بفرقة هاتيك الديار لظالم

  وهل جاز لي أرضى عن الدهر أو أرى ... به ضاحكا والفضل غضبان واجم

  وما لي لا أشكو الزمان وقد هوت ... بأهل النهى أحقاده والسخائم

  وما هي إلا حكمة دون فهمها ... فلاة مطي العقل فيها روازم

  تقاصرت الأوهام عنها كأنما ... عليها لتضليل العقول طلائم

  وأسلم شيء أن يقال بأنّها ... حظوظ قضى الباري بها ومقاسم