[144] الشريف الرضي أبو الحسن، محمد بن الطاهر
  لعليّ أن أبلّ بكم غليلا ... تغلغل بين قلبي والحجاب
  فما لقياكم إلّا دليل ... على كبر الغنيمة والثّواب
  ولي قبران بالزّوراء أشفي ... بقربهما نزاعي واكتئابي(١)
  لقاؤهما يطهّر من جناني ... ويدرأ عن ردائي كلّ عاب
  قسيم النّار جدّي يوم نلقى ... به باب النّجاة من العذاب(٢)
  أمّا في باب خيبر معجزات ... تصدّق، أو مناجاة الحباب
  أهذا البدر يكسف بالدّياجي، ... أهذي الشمس تطمس بالضّباب
  أرى شعبان يذكرني اشتياقي ... فمن لي أن يذكّركم ثوابي
  بكم في الشّعر فخري لا بشعري ... وعنكم طال باعي في الخطاب
  أجلّ عنه القبائح غير أنّي ... بكم أرمي وأرمى بالسّباب
  فأجهر بالولاء، ولا أورّي ... وأنطق بالبراء، ولا أحابي(٣)
  هذه الأبيات من القصيدة أوردت بإيرادها تبيين معتقد الرضيّ ¦ فإنّ جماعة ممن قصر فهمهم من المؤلفين باليمن يتهمون أنه على مذهب الإمام أبي الحسين زيد بن زين العابدين قدس اللّه روحه ونعم ذلك المذهب الفاضل. ومن العجب أن منهم القاضي أحمد بن معز الدين مع وفور علمه واطلاعه ويحتجون بأنه كان يريد الأمر الذي كان في يد الخليفة ذاك الزمان بدليل أبياته القافية الشهيرة التي كتبها إلى الطايع(٤) ولأن ابن عنبه قال في عمدة الطالب: وقيل أن الرضي كان زيديا ولم يعلموا أنه أراد الملك لأنه أحق به ولو أراد تلك الخلافة لم تنتقض عقيدته على مذهب الإمامية(٥) ويلزم من هذا أن المرتضى أخاه حيث كان أوّل من يبايع الخليفة هو كان عباسيا وليس كل من شهر
(١) أنظر الهامش رقم (٥).
(٢) قسيم النار: الإمام علي #، مأخوذ من قوله: أنا قسيم النار، أي أن من أحبني دخل الجنة ومن أبغضني دخل النار.
(٣) كاملة في ديوانه - ط صادر ١/ ١١٣ - ١١٧.
(٤) وهي:
ما بيننا يوم الفخار تفاوت ... أبدا كلانا في المفاخر معرق
إلّا الخلافة قدّمتك وإنني ... أنا عاطل منها وأنت مطوّق
«عمدة الطالب ٢١٠»
(٥) عمدة الطالب ٢١٠.