السيف ودعى زيديا، وإلا لكانت الخوارج زيدية وهذا شعر الرضي وروايات العلماء عنه تأبى ذلك وكل تابع لأهل البيت البررة الأتقياء موفق إن شاء اللّه، وتابع جعفر الصادق وزيد بن علي لم يتبع إلّا البرّ التقي المجمع على فضله.

  وللرضي في عمر بن عبد العزيز وقد جرى ذكره وما انفرد به عن أهل بيته من الصلاح والعدل وجميل السيرة وما كان منه في قطعية سبّ أمير المؤمنين عليّ # على المنابر، وما يروى أن جعفر الصادق قال كان العبد الصالح أبو حفص يهدي إلينا الدارهم والدنانير في زقاق العسل، خوفا من أهل بيته:

  يا ابن عبد العزيز لو بكت العي ... ن فتى من أميّة لبكيتك

  غير أنّي أقول إنّك قد طب ... ت، وإن لم يطب ولم يزك بيتك

  أنت نزّهتنا عن السّبّ والقذ ... ف، فلو أمكن الجزا لجزيتك⁣^(⁣١)

  ولقد أذكرني نشر مناقب الرضى لسلفه الكرام قول القاضي الأديب جمال الدين علي بن محمد العنسي المذكور في حرف العين⁣^(⁣٢) في مدح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #:

  يقولون صف لي عن علي أكان لل ... غلوّ بحسن المدح أهلا فتطنبا

  وما وصفوا من خلقه فلقد غدا ... ثناه من الألحان أطرى وأطربا

  ومن قدّ في أيّام خيبر سيفه ... فقلت لهم أهلا وسهلا ومرحبا

  وما سمعت بتورية مثلثة باللف والنشر لغيره ولا بدع فهو رب البدايع.

  وتوفي الرضي يوم الأحد سادس المحرم وقيل صفر سنة ست وأربعمائة وصلّى عليه الوزير فخر الملك ودفن بداره ولم يستطع أخوه أبو القاسم المرتضى النظر إلى جنازته بل مضى إلى مشهد موسى الكاظم⁣^(⁣٣).

  ورثاه أبو العلاء المعري بقصيدته التي أوّلها:

  أودى فليت الحادثات كفاف ... مال اليتيم وعنتر المستاف

(١) كاملة في ديوانه ط صادر ١/ ٢١٥ - ٢١٦.

(٢) ترجمه المؤلف برقم ١٠٧.

(٣) وفيات الأعيان ٤/ ٤١٩.