[145] الشيخ بهاء الدين، محمد بن الحسين بن عبد
  ثم قبّلت وجنة وطلا ... (ثم وسّدته اليمين إلى
  أن بدا الصبح، قال لي: يكفيك) ... ليت ليل الوصال طال ومد
  اح ما أقبح الصباح ورّد ... قال شاخ الدجى وشاب حسد
  (قلت: مهلا قال: قم فلقد ... فاح نشر الصّبا وصاح الديك)
  وليس لأحد هذا التخميس المناسب الرقيق، وهذا أحسن شاووش كان من أجناد الدولة القاسمية وكان مطبوعا حسن الشعر في العربي والموشح.
  أنشدني المولى الأخ ضياء الدين زيد بن يحيى(١) بلّ اللّه صداه لنفسه من قصيدة زاحم فيها بهاء الدين بمنكب ضليع ومنها:
  نبّه الشّرب واله في ناديك ... قل شدى بلبل وصاح الديك
  ووشى بالربى النسيم وما ... كنت يا روض غايبا واشيك
  فصلوا بالصبوح غبقتكم ... بسكون يزينه التحريك
  واجلها يا مليح مشبهة ... لون خديك والشذى من فيك
  إن في الراح والسماع لنا ... راحة الروح لو ذرى النسيك
  أمر العشق والصّبا بهما ... فاعص في الراح والغنا ناهيك
  واعتكف لارتشافها سيما ... إن يكن من تحبّه ساقيك
  حلّ أزراره أردت وقد ... عسر الأمر كيف بالتفكيك
  ومن شعر الشيخ بهاء الدين العاملي:
  يا ساحرا بطرفه ... وظالما لا يعدل
  أخربت قلبي عامدا ... لذا يراعى المنزل
  ينبغي التثبت في هذا المقطوع ففي خاطري أنه لغيره وإنّما نسبه لنفسه في «الكشكول» وهو كتاب له فيه من العلوم الغريبة والنوادر والعلوم المحققة ما يسلّي ولا يخلو عن نسبة حكايات وأشعار فيها إلى غير أربابها ولذا سمّاه كشكولا، وهو الزنبيل الكبير الذي يضم الريحان واللحم والبقل، بالفارسية، طالعت منه أجزاء بمكة المشرفة سنّة أربع عشرة.
(١) ترجمه المؤلف برقم ٧٤.