نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[145] الشيخ بهاء الدين، محمد بن الحسين بن عبد

صفحة 75 - الجزء 3

  أزنى من ظلمة⁣(⁣١) وأمرّ من غمّة على غمة.

  لم يزل يبدي بانتقاصه الأفاضل غرضا، لأنه من قوم {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً}⁣(⁣٢).

  لا خير فيه إلا أنه لا يأثم له مغتاب، بل يحم، ويجازى بجزيل الثواب.

  لم يثلب وهو بهجر القول مغرم صبّ، ومن ذا يعضّ الكلب إذا عضّه الكلب.

  إن تهجه تهج من في الأرض قاطبة ... لأنه من مياه الأرض قد جمعا

  فإن كان ذمّ الناس جلّ مناه، فما الناس إلّا هو لا سواه.

  لم تبقه لصحة مزاجه السّنون، وإنما ذلك لأنه عافته المنون.

  قد رفع عن هذه الأمّة المسخ فما باله عاد ممسوخا، وتناهى النسخ للشرع فما باله عاد بصدارته منسوخا.

  قاض لم يدر حجّة فما أحوجه إلى الصّك، وجوده غلط في صحف الدهر مفتقر إلى المحو والحكّ.

  نوّر به المانويّة الكلام، على أن موجد الشر هو الظلام.

  والتّناسخيّ البيان على أن روح الحيوان تلّ في الإنسان.

  فلو لم ينقرض نسل آدم، لما حكّم هذا القرد في العالم.

  فإن لقّبوه بالرئيس سفاهة ... فإن الخصي تدعى رئيسا من الأعضا

  وإذا كان من الدّين النصيحة لعامّة المسلمين.

  فعليك بالرأي الأسدّ: فرّ من المجذوم فرارك من الأسد.

  لأنه مجذوم، ليس فيه من صفات العلماء إلّا أن لحمه مسموم.

  حمى اللّه مزاح الدهر من سآرير غرضه.


(١) في القاموس (ظ ل م): وظلمة، بالكسر والضم: فاجرة هذلية، أسنت وفنيت، فاشترت تيسا، وكانت تقول: أرتاح لنبيبه، فقيل: أقود من ظلمة.

(٢) سورة البقرة ١٠.