[148] القاضي أبو أحمد، محمد بن الحسن بن أحمد
  النسيم، ولو ناله لما قيل هو العليل السقيم، وشعره لو تمسّح به ذو القروح بري، ولو قيل إنّه الكوكب تمثلت في قرطاسه فهو حري، وبالجملة فلو حلف الزمان ليأتين بمثله كفّر، لأنّها حنثت يمينه وعنّ ما قدّر، وهو والد الخطيب أحمد المذكور في الهمزة(١). وكان الحاكم المطلق في ناحية كوكبان، ثم تغيّر له الدهر ومن يبقى على الحدثان، وله كرم مشهور، رأيته أيام اجتماعنا بالمواهب وما المقلّد كالمخبور، وهو كثير الشعر جيّده شهي المحاضرة تفرح به القلوب، كأنه خلق من كلّ مراد فهو إلى القلوب محبوب.
  نقلت من خط القاضي العلّامة أبي محمد أحمد بن ناصر بن محمّد بن عبد الحق المخلافي(٢) أيّده اللّه: أنشدني القاضي إمام الأدباء بدر الدين محمد بن الحسن بن أحمد الحيمي ليلة الأحد لثلاث عشرة خلت من شهور رجب سنة اثنتين وثمانين وألف بمحروسة صنعاء لنفسه ملغزا:
  أيّ شيء ما عدّ في الحيوان ... وهو ماش وماله قدمان
  وله جبهة وقلب وطرف ... وذراع يا معشر الأخوان(٣)
  وحكى لي السيد الفاضل العلامة صلاح بن أحمد الرّازحي: أنه جاء في بعض الأوقات إلى دار القاضي محمد واتّفق أنه لم يكن بها فلمّا رجع القاضي وأعلم بمرجع السيد بعث له بردا نفيسا ثمينا كان عليه وهذا اللغز في القمر وهو بديع. وقد ذكرنا جواب الحسين بن عبد القادر(٤) عنه بالقصيدة التي استعمل فيها الإبداع من لامية المتنبي في حرف الحاء(٥).
  وللقاضي المذكور من قصيدة يراجع فيها السيد محمد بن أحمد سيّد المذكور قبله:
  نسمة أهدت لقلبي نفسا ... حين زارتني ومرّت غلسا
(١) ترجمه المؤلف برقم ٢١.
(٢) ترجمه المؤلف برقم ٢٣.
(٣) نشر العرف ٢/ ٥٩٣.
(٤) ترجمه المؤلف برقم ٦٠.
(٥) ترجمه المؤلف برقم ١١.