نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[148] القاضي أبو أحمد، محمد بن الحسن بن أحمد

صفحة 86 - الجزء 3

  لم تزر في الحيّ إلّا مأنسا ... لمشوق للأحبّا مأنسا

  ذكرتني عهد بانات اللّوى ... وزمانا كان عندي عرسا

  حيث لي شغل بمعسول اللّمى ... وغرام داؤه أعيى الأسا

  فاتن شابه غزلان الفلا ... فلهذا أنّه ما أنسا

  ما له قد لان أعطافا وما ... لان عطفا إنما قلبا قسا

  قمر مطلعه الأزرار من ... فلك الأطلس ممّا لبسا

  سلبت أجفانه عنّي الكرى ... فلهذا طرفه قد نعسا

  فتراها فترت لكنّها ... قد أجنّت ضيغما مفترسا

  أرسلت أسهمها في فترة ... فهدت للوجد منّا الأنفسا

  جعل الهجران هجيراه لي⁣(⁣١) ... فإذا جئت إليه عبسا

  وسوس العاذل في اسماعه ... مثلما الحلي به قد وسوسا

  ما خلى خلخاله يا ليته ... مثله أو كان فينا أخرسا

  كم أقاسي من هواه كربة ... وأرى حظي لديه انبخسا

  وأنا إن خاب فيه أملي ... ورجاء القرب منه انعكسا

  لا أبالي بجفاه بعد ما ... وجدت نفسي عنه مؤنسا

  وهو نظم صاغه بدر الهوى ... والعلى أعني الهمام الندسا

  وله في مطلع قصيدة مراجعا بها الأديب شعبان بن سليم⁣(⁣٢):

  نعم هذه أنفاس عرف الصبا النجدي ... سرت فطوت من أرضها شقة البعد

  وجاءت لتشفي القلب وهي عليلة ... وكيف بان تشفي الغليل من الوجد

  هدانا لذكر العبد إذ ضاع نشرها ... ومن ضاع فيما قيل أنّى له يهدي

  وبالروح أفدي ذات حسن ممنّع ... وقلّ لها بالروح في الحبّ أن أفدي

  ربيبة ملك تفضح الشمس طلعة ... كما فضحت زهر الشقايق بالخدّ

  تشارك بيض الهند سود لحاظها ... لذا أنّ لفظ الجفن يطلق للغمد

  ومنها في صفة الفرع وأجاد:

  إذا كنت فيه نابغي تغزّل ... فلا غرو في ذا فهو يعزا إلى الجعد


(١) كذا في الأصل.

(٢) ترجمه المؤلف برقم ٨٥.