نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[149] الشيخ محمد بن علي الحر الشامي العاملي

صفحة 90 - الجزء 3

  وذكره السيد علي بن المعصوم في سلافة العصر فقال: له شعر يسحر القلوب بسحره، ويحل من البيان مكان سحره ونحره، فهو أرقّ من خصر هيفاء مجدولة وأرقّ، وأصفى من صهباء شعشعها أغن ذو مقلة مكحولة الحدق⁣(⁣١).

  قال: وقدم إلى مكة سنة ثمان وثمانين وألف. وفيها قتلت الأتراك بمكة خلقا من العجم لمّا اتهموهم بتلويث البيت الشريف بالعذرة حين وجد ملوثا في قصة طويلة.

  وكان الشيخ محمد قد أنذرهم بها قبل الواقعة بيومين وأمرهم بلزوم بيوتهم لمعرفته على ما ذكر بالرمل، فلما حصلت الفتنة فيهم خاف على نفسه فالتجأ إلى الشريف موسى بن سليمان أحد أشراف مكة الحسنيين، وسأله أن يظهره من مكة إلى نواحي اليمن، فأخرجه مع أحد رجاله فأدركته منيّته، ومات باليمن في السنة المذكورة ¦(⁣٢) وأورد من شعره موريا بلقبه:

  قلت لما لجيت في هجو دهر ... بذل الجهد في ارتقاء الجهول

  كيف لا أشتكي صروف زمان ... ترك الحرّ في زوايا الخمول⁣(⁣٣)

  قلت: ومن هذه المادة قول شهاب الدين الخفاجي صاحب الريحانة:

  قالوا: نراك سقطت من رتب ... أترى الزّمان بمثل ذا غلطا؟

  قلت: الشّياطين اللّئام علوا ... ولذا الشّهاب من العلا سقطا⁣(⁣٤)

  وهو باب كبير فتحه السرّاج الورّاق.

  ومن شعر الشيخ محمد:

  يراكم بعين الشوق قلبي على النوى ... فيحسده طرفي فتنهلّ أدمعي

  ويحسد قلبي مسمعي عند ذكركم ... فيذكي حرارات الجوى بين أضلعي⁣(⁣٥)


(١) سلافة العصر ٣٦٨.

(٢) لم أعثر عليه ضمن ترجمة المذكور في السلافة.

(٣) الشعر في السلافة ٣٦٨، أمل الآمل ١/ ١٧٠.

(٤) ريحانة الالبا ١/ ٤٣٠.

(٥) سلافة العصر ٣٦٨، أمل الآمل ١/ ١٧١.