[149] الشيخ محمد بن علي الحر الشامي العاملي
  قلت: وللمذكور أخ فاضل شاعر وهو زين العابدين بن علي الحرّ(١) اجتمع به والدي ¦ بمكة وجرت بينهما مباحث.
  كتب لي القاضي العلامة أبو محمد أحمد بن ناصر بن محمد بن عبد الحق(٢) قال: أخبرني سيدي المولى الحافظ أبو الحسين يحيى بن الحسين بن المؤيد باللّه ¥، قال: أنشدني لنفسه الشيخ زين العابدين بن الحر العاملي الإمامي في بيت اللّه الحرام أمام الحجر الشريف:
  حرم التمتع بالنسا فتركته ... عمدا وان قالوا غدا عنّينا
  أن النكاح مؤجلا لمفاسد ... عمرا حمدت بها وكنت قمينا
  قال |: فأنشدته معارضا مرتجلا في تلك الحال وذلك المقام:
  حضر التمتع بالنساء محمد ... خير الأنام وقوله يكفينا
  وكذاك حيدرة الوصيّ فإنّه ... لمبيّن تحريمه تبيينا
  صلّى وسلّم ذو الجلال عليهما ... والآل أعلام الهدى الناجينا
  قلت: أمّا الشيخ زين العابدين فقد جزم في بيته، إنّما حرّم المتعة عمر وهو غير شارع بالإجماع فقوله: حرم، ليس من الشارع بل من الاستحسان، فأمّا أن يكون تأدب كما ينبغي في مقام ذلك الإمام الجليل أو استعمل التقيّة وهي معاشرة الناس بما يعتقدون ويعرفون، فإن الاثني عشرية أطبقوا على إباحة عقد المتعة، وقالوا: إن سائر الأحكام ربما يجيء فيها عن الأئمة الحديث والحديثان الضعيف والقويّ إلّا المتعة فإنّها جاء فيها ثلاثون حديثا كلها صحيحة وحسنة، وقالوا: هي مذهب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # وأولاده الأئمة الذين آخرهم المهدي محمد بن الحسن العسكري، ولإجماع علمائهم عصرا فعصرا وهو حجّة لدخول المعصوم فيهم، ولظاهر الآية، وأقوى التفسيرين معهم وتسمى زوجة فلا يرد (إلّا على أزواجهم) الآية إلى قوله تعالى: {فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ}(٣). لها أحكام منها أن لا تنعقد مع ذات زوج أو عدّة، ومنها: أن يكون العقد بلفظ الماضي مثل امتعتك وأبحت لك نفسي، ومنها: ذكر مقدار المهر ثم تعيين المدّة
(١) لم أعثر له علي ترجمته في أمل الآمل.
(٢) ترجمه المؤلف برقم ٢٣.
(٣) سورة المؤمنون: الآيتان ٦ - ٧.