[4] أبو إسحاق، إبراهيم بن علي بن سلمة بن هرمة
  قال: ومرّ ابن هرمة يوما على جيرانه وهو ميت سكرا، فحملوه حتى أدخلوه منزله، فلما كان من الغد دخلوا عليه فعاتبوه، فقال لهم: أنا في طلب مثلها منذ زمان، أما سمعتم قولي:
  أسأل اللّه سكرة قبل موتي ... وصياح الصّبيان يا سكران
  فخرجوا وقد يئسوا من فلاحه(١).
  وحدّث الزبير بن بكّار قال: أنشدني عمّي لابن هرمة:
  ما أظن الزمان يا أم عمرو ... تاركا إن هلكت من يبكيني
  قال: فكان واللّه كذلك، ولقد أخبرني من رأى جنازته وما يحملها إلّا أربعة نفر، حتى دفن بالبقيع، سامحه اللّه(٢).
  وكانت ولادته سنة تسعين. وأنشد المنصور سنة أربعين ومائة:
  إن الغواني قد أعرضن لما ... رمى هدف الخمسين ميلادي
  ثم عمّر بعد ذلك مدة طويلة(٣).
  وليس شعره بالجيّد، وإنما قلّدنا أبا محمد إسحاق بن إبراهيم الموصلي(٤)
= ذي الحجة (بالطاعون، وقيل: مسموما)، وكان يقال له: «الناقص» لأن سلفه «الوليد بن يزيد» كان قد زاد في أعطيات الجند، فلما ولي يزيد نقص الزيادة. وكان أسمر، نحيفا، مربوعا، خفيف العارضين، فصيحا، شديد العجب، ويقال: إن مروان الجعدي، لما ولي، نبش قبره، وصلبه!
ترجمته في:
اليعقوبي ٣: ٧٤ وابن خلدون ٣: ١٠٦ والبداية والنهاية ١٠: ١١ وابن الأثير ٥: ١١٥ والطبري: حوادث سنة ١٢٦ والخميس ٢: ٣٢١، ٣٢٢ والحور العين، لنشوان ١٩٤ وعنوان المعارف، للصاحب ١٩ والنجوم الزاهرة ١: ١٢٦ - ٣٠٠ وبلغة الظرفاء ٢٧، ٢٨ وتاريخ الإسلام، للذهبي ٥: ١٨٨ وأنظر الوزراء والكتاب ٦٩ - ٧٠ ومختصر تاريخ العرب، لسيد أمير علي ١٤٣، الإعلام ط ٤/ ٨ / ١٩٠ - ١٩١.
(١) الأغاني ٤/ ٣٨٨ - ٣٨٩.
(٢) الأغاني ٤/ ٣٨٩.
(٣) في هامش الأصل: «موت ابن هرمة سنة خمسين ومائة».
(٤) هو أبو محمد إسحاق بن إبراهيم الموصلي. ولد ببغداد سنة ١٥٠ هـ. كان أحد العلماء باللغة وأخبار الشعراء وأيام الناس والتاريخ وعلوم الدين وعلم الكلام وقرض الشعر، ولكنه اشتهر بالغناء والموسيقى. استطاع بأدبه وظرفه وعلمه أن ينادم الرشيد والأمين والمأمون والمعتصم =