وعاد أمواهها سدما وردّ لها ... سهم دعا أهلها للصّرم والعلل⁣^(⁣١)

  صدّوا وسدّوا وساء المرء صدّهم ... وحلك الورد ردها حومة العلل

  وحاولوا ردّ أمر لا مردّ له ... والصّرم داء لأهل اللّوعة الوصل

  ومنها:

  أحلّك اللّه أعلى كلّ مكرمة ... واللّه أعطاك أعلى صالح العمل⁣^(⁣٢)

  سهل موارده سمح مواعده ... مسود لكرام سادة حمل⁣^(⁣٣)

  وفيها تكلّف، والتزام هذه الطريقة نوع من البديع.

  وسها الأصبهاني | عن التاء في صارمة وهي معجمة، وقد استعمله الصاحب والصفي الحلي، وقبله أبو محمد الحريري في النثر والنظم، ولكن الإجادة والانسجام إنما هي فيما التزمه الشيخ أبو العلاء الآتي ذكره قريبا إن شاء اللّه تعالى⁣^(⁣٤).

  قال: وحدث عمرو بن أبي أيوب الليثي قال: شرب ابن هرمة يوما عندنا فسكر ونام، فلما حضرت الصلاة تحرّك أو حرّكته فقال لي وهو يتوضأ: ما كان من حديثكم اليوم؟ قلت: يزعمون أن الوليد قتل، فرفع إلي رأسه وقال:

  وكانت أمور الناس منبتّة القوى ... فشدّ يزيد بن الوليد نظامها

  خليفة حقّ لا خليفة باطل ... رمى عن قناة الدّين حتى أقامها

  ثم قال لي: إيّاك أن تذكر من هذا شيئا، فإني لا أدري ما يكون⁣^(⁣٥).

  قلت: فكان ذلك، فتولّى يزيد بن الوليد الناقص⁣^(⁣٦).

(١) سدم الماء سدما: تغير لطول عهده.

(٢) الأغاني ٤/ ٣٧٢ - ٣٧٣.

(٣) الحمل: جمع حمول وهو كثير الاحتمال مع شدة المصائب.

(٤) ترجمه المؤلف برقم ١٩.

(٥) الأغاني ٤/ ٣٨٨.

(٦) يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، أبو خالد: من ملوك الدولة المروانية الأموية بالشام.

مولده سنة ٨٦ هـ ووفاته سنة ١٢٦ هـ في دمشق، ثار على ابن عمه «الخليفة الوليد بن يزيد بن عبد الملك» لسوء سيرته، فبويع بالمزة، واستولى على دمشق، وكان الوليد بتدمر، فأرسل إليه يزيد من قاتله في نواحيها. وقتل الوليد، فتم ليزيد أمر الخلافة (في مستهل رجب ١٢٦) ومات في =