[151] الشريف أبو عبد الله محمد بن صالح
  زيّنها اللّه وما شانها ... وأعطيت منيتها من تمام
  تلك التي لولا غرامي بها ... كنت بسامرّا قليل المقام(١)
  كلّ هذه الصفات مما تستحسن من المرأة.
  واذكرني بمائرة الساق حسن قول النميري في زينب بنت أبي عقيل عمّة الحجاج:
  أعان الذي فوق السماوات عرشه ... مواشي بالبطحاء معتجرات
  وكانت نذرت وهي بالطائف أن تحج ماشية فلم تقطع بطن وجّ، وهو واد طوله ميل، إلّا في ثلاثة أيام لثقل بدنها.
  وجاء من أبيات النميري:
  فلما رأت ركب النميري أعرضت ... وكنّ من أن يلقينه حذرات
  فسأله عبد الملك بن مروان: ما كان ركبك؟ فقال: يا أمير المؤمنين ثلاثة أحمر لي تحمل القطران وحمار لرفيقي يحمل البعر، فضحك منه عبد الملك وقال: لعمري لقد عظمت ركبك بشعرك.
  وأسند أبو الفرج خبر الشريف أبي عبد اللّه بأتمّ مما مضى قال: أخبرني عمّي قال: حدثنا أبو جعفر بن الدهقانة النديم، قال: حدثني إبراهيم بن المدبر الكاتب، قال:
  جاءني يوما محمد بن صالح الحسني بعد أن أطلق من الحبس، فقال لي:
  إني أريد المقام عندك اليوم على خلوة لأبثّك من أمري شيئا لا يعلم أن يسمعه غيرنا، فقلت: افعل، وصرفت من كان بحضرتنا، وخلوت معه، وأمرت بردّ دابّته، فلما اطمأن وأكلنا واضطجعنا، قال لي: إعلم إني خرجت في سنة كذا وكذا ومعي أصحابي على القافلة الفلانية، فقاتلنا من كان فيها، فهزمناهم وملكنا القافلة، فبينما أنا أحوزها وأنيخ الجمال، إذ طلعت عليّ امرأة من عمّارية، ما رأيت قط أحسن منها وجها، ولا أحلى منها منطقا، فقالت لي: يا فتى، إن
(١) الأغاني ١٦/ ٣٩٢ - ٣٩٣، مقاتل الطالبيين ٦٠٤ - ٦٠٥، مختار الأغاني ١٠/ ٢٩٣، تجريد الأغاني ١٧٧٦، شعره / القطعة ١٢.