نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[151] الشريف أبو عبد الله محمد بن صالح

صفحة 104 - الجزء 3

  فقال: بلى والحمد للّه. فقلت: فكأنها لم تقل، وإذا وقع النكاح زال كل قول وتشنيع، ولم أزل أرفق به حتى أجاب. وبعثت إلى محمد بن صالح فأحضرته وما برح حتى زوّجه، وسقت الصداق عنه من مالي⁣(⁣١).

  وقال أبو الفرج: حدثني أحمد بن جعفر البرمكي، قال: حدثني أبو العباس المبرّد، قال: لم يزل محمد بن صالح محبوسا حتى صنع بنان المغنّي لحنا في قوله:

  «وبدا له من بعد ما اندمل الهوى»

  فاستحسن المتوكل اللحن والشعر وسأل عن قائله فأخبر عنه، وكلّم في أمره، وأحسن الجماعة رفده والقول الجميل.

  وأنشده الوزير الفتح بن خاقان قصيدة له يمدح المتوكل أوّلها:

  ألف التّقى ووفى بنذر الناذر ... وأبى الوقوف على المحل الداثر

  ومنها:

  ورأى السعادة أن أناب وإنه ... قصر المديح على الإمام العاشر

  يا ابن الذين حووا تراث محمد ... دون الأقارب بالنصيب الوافر⁣(⁣٢)

  وهي طويلة. وتكفّل الفتح بأمره فأمر بإطلاقه وأمر الفتح بأخذه إليه وأن يكون عنده حتى يقيم الكفلاء بنفسه وأن يكون مقامه بسر من رأى ولا يخرج إلى الحجاز فأطلقه الفتح وتكفّل بأمره وخفّف عنه في أمر الكفلاء ولم يزل في سامراء حتى مات ¦ ومن شعره أيضا:

  نظرت ودوني ماء دجلة موهنا ... بمطروفة الأجفان محسورة جدّا

  لتؤنس لي نارا لليلي أوقدت ... وتاللّه ما أخلفتها نظرا قصدا

  فلو صدقت عيني لقلت كأنني ... أرى النار قد أمست تضيء لنا هندا


(١) الخبر بكامله في مقاتل الطالبيين ٦٠٥ - ٦٠٨، الأغاني ١٦/ ٣٩٣ - ٣٩٥، معجم الشعراء للمرزباني ٣٨٠، مختار الأغاني ١٠/ ٢٩٢، الوافي بالوفيات ٣/ ١٥٤، زهر الآداب ٢/ ٢٢٧، شعره / القطعة ١١.

(٢) الأغاني ١٦/ ٣٩٩، مختار الأغاني ١٠/ ٢٩٥، مقاتل الطالبيين ٦١٠ - ٦١١، شعره / القطعة ٨.