نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[151] الشريف أبو عبد الله محمد بن صالح

صفحة 103 - الجزء 3

  فإذا بصاحبتي فلما رأتني بكت لما رأت من تغيّر خلقي وثقل حديدي، فأقلبت عليها الأخرى فقالت: أهو هو؟ قالت: إي واللّه إنّه لهو هو، ثم أقبلت عليّ فقالت: فداك أبي وأمي، لو استطعت أن أقيك ما أنت فيه بنفسي وأهلي لفعلت، وكنت بذلك منّي حقيقا وو اللّه لا تركت المعونة والسعي في خلاصك بكلّ حيلة ومال وشفاعة، وهذه دنانير وثياب وطيب فاستعن بها على موضعك، ورسولي يأتيك في كل يوم بما يصلحك حتى يفرج اللّه تعالى عنك. ثم أخرجت المرأة كسوة وطيبا ومائتي دينار، وكان رسولها يأتيني في كل يوم بطعام نظيف، واتّصل برّها عند الحبّاسين فلا أمنع عن كل ما أريده حتى منّ اللّه بخلاصي.

  ثم راسلتها فخطبتها، فقالت: أمّا من جهتي فأنا سامعة لك مطيعة، والأمر إلى أبي، فأتيته فخطبتها إليه، فردّني وقال: ما كنت لأحقق عليها ما شاع في الناس عنك من أمرها فقد صيّرتنا فضيحة، فقمت من عنده منكسرا مستحييا وقلت في ذلك:

  رموني وإيّاها بشنعائهم بها ... أحق أزال اللّه منهم معجّلا

  بأمر تركناه وربّ محمّد ... عيانا فإما عفّة أو تجمّلا

  قال إبراهيم، فقلت له: إن عيسى صنيعة أخي، وهو لي مطيع، وأنا أكفيك أمره، فلما كان من الغد لقيت عيسى في منزله ثم قلت له: قد جئتك في حاجة لي.

  فقال: هي لك مقضية ولو كنت استعملت ما أحبّه لأمرتني أن آتيك فجئتك كان أيسر لي.

  فقلت له: قد جئتك خاطبا إليك ابنتك.

  فقال: هي أمتك، وأنا لك عبد، وقد أجبتك.

  فقلت: إني خطبتها على من هو خير مني أبا وأما وأشرف لك صهرا واتصالا محمد بن صالح العلوي.

  فقال لي: يا سيدي، هذا رجل قد لحقنا بسببه ظنّة، وقيلت فينا أقوال.

  فقلت له: أليست باطلة؟.