[152] الشريف أبو الحسن، محمد بن أحمد بن محمد
  رعموا أنني نظمت هجاء ... معربا فيك عن شنيع المقال
  كذبوا إنما وصفت الذي دخر ... ت من الفضل والبها والكمال
  لا تظنّنّ حدبة الظهر عيبا ... وهي في الحسن من صفات الهلال
  وكذك القسيّ محدودبات ... وهي أنكى من الظّبا والعوالي
  وإذا ما علا السّنام ففيه ... لقروم الجمال أيّ جمال(١)
  وأرى الإنحناء في منسر البا ... زي لم يعد مخلب الرّئبال
  كوّن اللّه حدبة فيك إن شئ ... ت من الفضل أو من الأفضال
  فأتت ربوة على طود حلم ... وأتت موجة ببحر نوال
  ما رأتها النّساء إلا تمنّت ... لو غدت حلية لكل الرجال
  وأبو الغصن أنت لا شكّ فيه ... وهو ربّ القوام والإعتدال
  عد إلى ودّنا القديم ولا تص ... غ لقيل من الوشاة وقال
  وتذكّر لياليا حين ولّت ... أودعت حسنها عقود اللآلي
  أترى بالدّعاء في جمع شملي ... أم رجائي مخيّب وابتهالي
  وإذا لم يكن من الهجر بدّ ... فعسى أن تزورنا في الخيال(٢)
  لم أر إيراد الجدّ في صورة الهزل وصناعة التهكم أحسن منه في هذه الأبيات.
  وأنشد له الثعالبي في خطبة «فقه اللغة»:
  لا ينكرن ابتداونا لك منطقا ... منك استفدنا حسنه ونظامه
  فاللّه ø يشكر فعل من ... يتلو عليه وحيه وكلامه(٣)
  وأجاد فيه وأنشد أيضا في معناه للخبز أرزي:
  خذ من فوائدك التي أعطيتني ... فالدرّ درّك والنظام نظام
  ولأبي الحسن بن طباطبا الأبيات المشهورة في حسن التعليل وهي:
  يا من حكى الماء فرط رقته ... وقلبه في قساوة الحجر
  يا ليت حظي كحظّ ثوبك من ... جسمك يا واحد البشر
(١) القرم (بفتح فسكون): الفحل.
(٢) ريحانة الألبا ١/ ٣٧ - ٣٨.
(٣) فقه اللغة ١٢.