[154] السيد بدر الدين محمد بن عبد الله بن
  يا له من مؤلف نظمت فيه ال ... لآلي والزهر تلك المضيّه
  كم بدور في أفق طرسك لاحت ... أطلعتها ألفاظك العسجديّه
  فيه أخرت من مضى وتقدم ... ت على من بقي وطلت البريّه
  أنت عيسى يا يوسف المصر ... أحييت لنا ذكر من طوته المنيّه
  والكمالات ليس بالكسب تأتي ... إنّما هي مواهب وعطيّه
  صانك اللّه عن صروف الليالي ... وتولّاك بكرة وعشيّه
  وترون التاريخ عاد إليكم ... رافلا في ثيابه الفضيّه
  وسلام عليك أذكى من المس ... ك شذى نشره وأسنى التحيه(١)
  وهذه أبيات رافلة في حلل الكمال، أحلى من عتاب ذات الجمال، لو عاينها مسلم لقب صريعها، أو حبيب لواصل لطفها وأجاب شفيعها، فراجعته عن زهر الربيع، من مقالي بما أستطيع، والفضل للمتقدم، فقلت:
  غازلتنا ألحاظها البابليّه ... أيمن السفح من وراء الثنيّه
  فانتشينا بقرقف لو سقته ... صفحة السيف أفقدته مضيّه
  غادة عادتي هواها وطبعي ... ولها الهجر والتجنّي سجيّه
  ضمّخت فرعها لتجلب شوقي ... حيلة أنجحت لتلك الذكيّه
  وانجلى صدغها على الخدّ حتى ... قلت هذا الصباح تحت العشيّه
  كلمّا ترتضي حلى لي إلّا ... لحظها والحسام أم البليّه
  وليالي التعذيب غرّ ولكن ... ليلة الهجر بينهنّ دجيّه
  والعذول الذي يحاول سحري ... عند أسماء لن يفارق غيّه
  علمتني بلحظها صبر حرّ ... تحت ظل القواضب المشرفيّه
  وإذا ما دجت لييلات همّي ... عدن بالبدر كالأضاحي مضيّه
  ما جد حضّه من العلم ورد ... تستقي صفوه النفوس الظميّه
  حازما حازه أولاه قديما ... واعتلى صهوة السماك العليّه
  وكذا الشبل فاعل بعد حين ... كلّما تفعل الأسود الجريّه
  وإذا الشعر لم يؤات فصيحا ... واغتدى شمسه المذاكي أبيّه
  فهو ربّ القريض والبحر فيه ... وبه تأنس القوافي القصيفه
(١) بعضها في نشر العرف ٢/ ٦٧٦ - ٦٧٧.