[154] السيد بدر الدين محمد بن عبد الله بن
  صروفه لقتال ذلك الضعيف وما ثنى وجهه الوقاح إذ عاداه عن القتال، كتب إليّ صاحب الترجمة العلامة مؤسّيا لي عن اشتغال قلبي بذهاب روضي، وله السلامة، بهذه الأبيات في الحال:
  صبرا لحكم الواحد القهار ... فيما أتتك به يد الأقدار
  واحمد إلهك في مصابك واحتسب ... حسن الجزا فيه لعقبى الدار
  واعلم بأن جميع من فوق الثرى ... فان وما دار الفناء بدار
  ولنا بخير الرسل أحمد أسوة ... تاج الرسالة صفوة الجبّار
  فتعزّ في ثمر الحشا ولو أنّه ... أصلى بها فقدا لهيب النار
  ولقد أخذت بحصة من رزئه ... لما رأيتك حائر الأفكار
  وتفيأت قلبي الشجون ونالني ... لعظيم رزئك ما أطار وقاري
  وهوى السعيد وكيف لا ومقيله ... بجوار أحمد خيرة المختار
  فليهنه طيب الجوار لأحمد ... ووصيّه والعترة الأطهار
  وتهنّ بالصبر الجميل عليه ما ... فيه السعادة من جزاء الباري
  فلقد مضى عنا سعيدا طاهرا ل ... أثواب عن تبعات هذي الدار
  لا ضير تخشاه عليه وقد مضى ... متجردا عن فادح الأوزار
  فعليك بالصبر الجميل فإنه ... أقوى العرى عن وصمة الأكدار
  ولك السلامة والسعادة والبقا ... حتى تجاوز أطول الأعمار(١)
  وللّه درّ هذا المالك الآسي، ومن لك بصديق في فادح الشرّ بقلبه مواسي، فلفعله فليحكم الصديق للمتحكم، ولوفائه فلينس ما صنع لمالك متمم، ولولا جلالة قدره، وما يلزم من استيفاء شعره، لما أوردت البيت الأخير فأحبّ إليّ بعد فراق سبب الحياة من الأعمار القصير:
  وإن كان للخلّين ثمّ التقاءة ... فيا ليت شعري كيف أو أين نلتقي؟
  وخطّه من محاسن الأيام، ولا عيب فيه إلّا اخجاله الثغر البسّام.
  ونقلت من خطّه لبعضهم:
  ما للمثال الذي ما زال مشتهرا ... للمنطقيّين في الشرطيّ مفقود
(١) بعض منها في نشر العرف ٢/ ٩٦١.