نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[155] السيد محمد بن عبد الله بن الإمام شرف

صفحة 117 - الجزء 3

  معانقة النسيم للغصون، فهي الخدود بلّلها اللّثم كما بلل الطل الزهر، والقبول تهيج العاشق إذا ترنم برقاها في أصيل وسحر، لو سمعها المجنون بمحبوبته أفاق وواصلته ليلى، ولو سمعتها لاستقامت فما غنّت بسواها عزّة الميّلا، فاق بالموشّح وهام فيه، وأتى منه بمثل ما في ثنايا محبوبه وفيه، وكان يوصف بالعلم والعفاف، ويرضى من المحجّب الغاني بما دون السجاف، وكم طعن به سنان، وأردى به الأقران، وكان يتعصّب لشيخ الطائفة ابن عربي، ويدين بنجابته ديانة ذي جدّ ليس بأمّي أبي، ومن شعره:

  أفدي التي بتّ أبلّ الجوى ... من ريقها باللثم والمصّ

  قالوا لها لمّا رأوا خدّها ... وفيه أثر العضّ والقرص

  ما ذا بخدّيك فقالت لهم ... نمت ولم أشعر على خرصي

  يا حسن خدّيها وعضّي على ... ناعم خدّ ترف رخصي

  كفصّ ياقوت على درة ... آها على الدرة والفصّ

  وقال السيّد الأديب المنجّم عيسى بن لطف اللّه⁣(⁣١) في «روح الروح»: وفي جمادى الأولى سنة ست عشرة وألف توفي السيد العلّامة البليغ المفلق العارف المحقق نور حدقة الشرف، ونور روض الأدب، الذي بعد وفاته ذبل زهر البلاغة وجفّ، محمد بن عبد اللّه بن الإمام شرف الدين، وكان واحد دهره في النظم والنثر، إن نظم آمن به المتنبّي ودعى إليه، وإن نثر أسلم الصابي بين يديه، كتب إليّ وقد بلغه جمعي شعره:

  دمت تبني شرف الآل ... فتسمو وتطول

  أنت عيسى وهو روح ... لضنا الجسم يزول

  ومن شعره وقد تزوج امرأة روميّة كان أبوها من جند المطهر بن الإمام، اسمه دالي مسيح، ولمّا زفّت إليه شغف بها شغفا كليا وأخذت بمجامع قلبه فقال في ذلك:

  غزالة تبعث أنفاسها ... كل قتيل لرناها ذبيح

  وكيف لا تبعث أنفاسها ... قتلى هواها وأبوها المسيح


(١) ترجمه المؤلف برقم ١٢٧.