نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[155] السيد محمد بن عبد الله بن الإمام شرف

صفحة 118 - الجزء 3

  وهنا فائدة، وهي إن المسيح ~ لم يتزوج ولم يظله سقف معمور غير السماء والكهوف، ولم يلبس إلا الصوف والحشيش؟ ولم يأكل في سياحاته إلّا ورق الشجر المباح حتى رفعه اللّه إليه.

  ولصاحب الترجمة في زوجته الروميّة:

  هم الترك حبّهم يتلف ... أما والذي باسمه أحلف

  جمالهم يسترقّ النفوس ... وحسنهم للنهي يشغف

  فإن لبسوا الحسن مستظرفا ... بديعا كما يلبس المطرف

  فلا غرو أمّهم سارة ... ولا بدع عمّهم يوسف

  قلت: أصح الأقوال أن الروم من ولد عيص بن إبراهيم الخليل #، فيكون أمهم سارة وعمّهم يوسف، وقيل: هم من ولد يافث بن نوح كالترك واليونان وقيل غير ذلك.

  قال السيد عيسى: وله في هذه المرأة قصيدة عينية تزيد على ثمانين بيتا، ونظم كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # وسمّاها «سمط الحكمة»، ونظم «نظام الغريب، في لغة الأعاريب».

  وذكر القاضي الخطيب أحمد بن محمد الشبامي الحيمي المذكور في الهمزة⁣(⁣١) في شرحه للوسيلة التي للسيد محمد المذكور أنه شرع في كتاب استدرك فيه غلطات على مجد الدين الفيروزآبادي في كتابه المعروف بالقاموس [المحيط] وسمّى المستدرك «كسر الناموس في غلطات صاحب القاموس».

  قال الخطيب: أن أوّل خطأ، هو في التسمية لأن الناموس ليس بعربي.

  قلت: صدق القاضي الخطيب فإن اللفظة من عبارة أهل الكتاب ولذا لما أطلقها زيد بن نفيل بن ورقة وكان يعيب الشرك قبل الإسلام ويقول أن السلنطيط، وهو اللّه بالعبرانية سيبعث رسولا ينزل عليه الناموس الأكبر يعني جبريل #، فترك أهل اللغة الاحتجاج بشعره وهو عربيّ محض.

  وبالجملة، فقد كان هذا السيد من كبار الفضلاء، وأمّا موشحاته فإنه رزق


(١) ترجمه المؤلف برقم ٢١.