نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[156] أبو القاسم محمد بن وهيب الحميري، البصري

صفحة 126 - الجزء 3

  علي بن هشام أحد القوّاد الكبار:

  لم تند كفّاك من بذل النّوال كما ... لم يند سيفك مذ قلّدته بدم

  وهذا البيت من قطعة له، وسببه أنّه جاء إلى بابه فحجبه⁣(⁣١)، وكان متشيّعا.

  أسند أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني، عن محمد بن القاسم بن يوسف الكاتب البغدادي، قال: كان محمّد بن وهيب يأتي إلى أبي فقال له أبي يوما:

  إنك تأتينا وقد عرفت مذهبنا، فنحب أن تعرّفنا مذهبك، فنوافقك أو نخالفك، فقال له: في غد أبيّن لك أمري، فكتب إليه من الغد:

  أيّها السّائل قد نبّه ... ت إن كنت ذكيّا

  أحمد اللّه كثيرا ... بأياديه عليّا

  شاهدا أن لا إل ... هـ غيره ما دمت حيّا

  وعلى أحمد بالصّد ... ق رسولا ونبينّا

  ومنحت الودّ قربا ... هـ وواليت الوصيّا

  وأتاني خبر مطّر ... ح لم يك شيّا

  أن على غير اجتماع ... عقدوا الأمر بديّا

  غير شتّام ولكنّ ... ي تولّيت عليّا⁣(⁣٢)

  قلت: هذه طريقة جماعة من السلف كيحيى بن يعمر، وإبراهيم النخعي، وأما الأعمش، وسفيان الثوري، وطاووس اليماني، فإن الشهرستاني عدّهم في ملله من الإماميّة⁣(⁣٣).

  ولمّا قدم المأمون من خراسان إلى العراق لقيه الحسن بن سهل من بغداد فدخلا معا فعارضهما ابن وهيب وأنشد أبياتا، فلما جلسا سأله المأمون عنه فقال: هذا شاعر من حمير مطبوع فأمر بإيصاله فلما وقف بين يديه أنشده قصيدة، ذكرها أبو الفرج. ولم أستجدها أنا. فاستحسنها المأمون وقال للحسن: إحتكم له، قال: أمير المؤمنين أولى بالحكم، ولكن إن أذن لي في المسألة سألت، فقال: سل: فقال: تلحقه بجوائز مروان بن أبي حفصة، قال: ذاك واللّه أردت


(١) الأغاني ١٩/ ٨٨ - ٨٩ وفيه القصيدة كاملة.

(٢) الأغاني ١٩/ ٩١.

(٣) أنظر: الملل والنحل.