[156] أبو القاسم محمد بن وهيب الحميري، البصري
  علي بن هشام أحد القوّاد الكبار:
  لم تند كفّاك من بذل النّوال كما ... لم يند سيفك مذ قلّدته بدم
  وهذا البيت من قطعة له، وسببه أنّه جاء إلى بابه فحجبه(١)، وكان متشيّعا.
  أسند أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني، عن محمد بن القاسم بن يوسف الكاتب البغدادي، قال: كان محمّد بن وهيب يأتي إلى أبي فقال له أبي يوما:
  إنك تأتينا وقد عرفت مذهبنا، فنحب أن تعرّفنا مذهبك، فنوافقك أو نخالفك، فقال له: في غد أبيّن لك أمري، فكتب إليه من الغد:
  أيّها السّائل قد نبّه ... ت إن كنت ذكيّا
  أحمد اللّه كثيرا ... بأياديه عليّا
  شاهدا أن لا إل ... هـ غيره ما دمت حيّا
  وعلى أحمد بالصّد ... ق رسولا ونبينّا
  ومنحت الودّ قربا ... هـ وواليت الوصيّا
  وأتاني خبر مطّر ... ح لم يك شيّا
  أن على غير اجتماع ... عقدوا الأمر بديّا
  غير شتّام ولكنّ ... ي تولّيت عليّا(٢)
  قلت: هذه طريقة جماعة من السلف كيحيى بن يعمر، وإبراهيم النخعي، وأما الأعمش، وسفيان الثوري، وطاووس اليماني، فإن الشهرستاني عدّهم في ملله من الإماميّة(٣).
  ولمّا قدم المأمون من خراسان إلى العراق لقيه الحسن بن سهل من بغداد فدخلا معا فعارضهما ابن وهيب وأنشد أبياتا، فلما جلسا سأله المأمون عنه فقال: هذا شاعر من حمير مطبوع فأمر بإيصاله فلما وقف بين يديه أنشده قصيدة، ذكرها أبو الفرج. ولم أستجدها أنا. فاستحسنها المأمون وقال للحسن: إحتكم له، قال: أمير المؤمنين أولى بالحكم، ولكن إن أذن لي في المسألة سألت، فقال: سل: فقال: تلحقه بجوائز مروان بن أبي حفصة، قال: ذاك واللّه أردت
(١) الأغاني ١٩/ ٨٨ - ٨٩ وفيه القصيدة كاملة.
(٢) الأغاني ١٩/ ٩١.
(٣) أنظر: الملل والنحل.