[157] الشيخ الحكيم محمد صالح الجيلاني الفارسي
  وهو ظريف ومثله لمجد الدين بن مكانس(١):
  نعم نعم محصّتهم ... حسن الوفا تطوّلا
  فما رعوا لي صحبة ... ولا وفا ولا ولا
  وللحكيم أيضا في جوخة أهداها له ... (٢) وكان يتصوف ولا يقعد في بيته إلّا على الحصير، وكان يقول: أن الشيخ أحمد بن علوان الولي المشهور باليمن، إماميّ وينكر على من يأبى ذلك، ومتى خلى في داره لبس الصوف، وكان يترك المصباح في الليل خلف ظهره ليراعي بصره، وكانت وفاته صحيح الحواس سنة ثمان وثمانين وألف بصنعاء، ودفن في المقبرة المعروفة بخزيمة، وبلغ من العمر مائة سنة وتسع عشرة سنة، ولمّا اعتلّ طلب بطيخا فلم يوجد في المدينة وأرسل من بلد وادعة فكان يقول إن جاء البطيخ عاش محمد صالح سنة فوصل عقيب وفاته، ¦.
  * * *
  والجيلاني بكسر الجيم نسبة إلى جيلان مدينة بعراق العجم مجاورة لمازندران، واللّه سبحانه وتعالى أعلم.
(١) هو أبو الفرج فخر الدين عبد الرحمن بن عبد الرزاق المعروف بابن مكانس، وزير دمشق، وناظر الدولة بمصر، ولد سنة ٧٤٥ هـ. كان أديبا بليغا عارفا بصناعة الحساب ومن أبرز شعراء عصره.
قبطي الأصل. قيل أنه توفي مسموما وهو في طريقه من دمشق إلى القاهرة، وذلك سنة ٧٩٤ هـ.
من آثاره: نبذة من الدر النظيم في آداب الساقي والنديم، وبهجة النفوس الأوانس، وديوان الانشاء، وديوان شعر.
ترجمته في: هدية العارفين ١/ ٥٣٢، وتاريخ آداب اللغة العربية لزيدان ٣/ ١٣٥، وشذرات الذهب ٦/ ٣٣٤، والنجوم الزاهرة ١٢/ ١٣١، وأعيان الشيعة ٤٢/ ٢٧٠، أنوار الربيع ٢ / هـ ٥٣.
(٢) بياض في الأصل.