[157] الشيخ الحكيم محمد صالح الجيلاني الفارسي
  وقرأ عليه والدي في الطبّ وكان رسمه أن يجيء إلى داره فيأخذ منه أجرة المشي كل يوم ربع قرش لئلا ينفق حركاته في غير نفع على رأي الحكماء(١).
  وسأله القاضي محمد بن الحسن الحيمي أن يفيده الطبّ فقال: أنا آخذ من مولانا يحيى بن الحسين كل يوم ربع قرش وأروح إليه وأنت تجي إليّ وآخذ منك كل يوم ثمن قرش، إلّا أنه لم يكن يعالج الفقراء احتسابا كسنّة أبقراط في الأوائل، وابن زهر وصاحب الحاوي وغيرهما في المتأخرين، ويحتج بأن الموت خير للفقير(٢) لقول النبي ÷: «الفقر الموت الأصغر».
  وسأله بعض الزيدية عن الإسماعيلية فقال: إنّهم سائرون إلى نصف الطريق، والزيدية إلى ربعها، معناه أنّهم وقفوا على جعفر الصادق وهو نصف الاثني عشر، والزيدية على الحسين وهو ربعهم.
  وحكى لي السيد الفاضل الأديب جمال الدين علي بن القاسم بن أبي طالب أحمد بن المنصور باللّه: أن والده في بعض الأيام زار الحكيم المذكور إلى داره بصنعاء فدخل مسجد الأبهر ومعه أصحابه ثم أرسل إلى الحكيم يستأذنه في الوصول، فأجاب إني ضعيف ولا أقبل الكثرة، فقال والده: كيف لنا بلقياه وقد تكلّفنا المسير إلى هنا؟ فقال الفقيه الحكيم بدر الدين محمد بن أحمد الهبل: أنا أدخلك عليه على أحسن الوجوه، ثم مضى إليه وكان صديقه، فقال: ان سيدي القاسم مشتاق إليك وهو ذا بالأبهر، وإنما أصحابه اثني عشر فهشّ الحكيم لهذه العدة وقال: مرحبا به مر إليه ليجي.
  وله أشعار بالفارسية وبالعربية، فمنها في ذمّ علي أفندي كاتب السيد أبي الحسن علي بن المؤيد صاحب صنعاء لشيء فعله معه:
  علي علي أفندي ... لا تأسف ولا تإن
  العن أخبث من ... انجس من، أكذب من(٣)
(١) البدر الطالع ٢/ ١٧٥.
(٢) البدر الطالع ٢/ ١٧٥.
(٣) البدر الطالع ٢/ ١٧٥.