[158] أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي الشاعر
  وله أيضا من قصيدة يمدح بها شمس المعالي قابوس بن وشمكير الجيلي(١) أمير طبرستان وجرجان:
  قامت تودّعني بالأدمع السجم ... والصمت بين يد منها وبين فم
  ألبين أخرسها والبين أنطقها ... وهذه حالة في الناس كلّهم
  قد طال ما انهزمت عنّا السيوف فلا ... تحاربينا بجيش الورد والعنم
  وقد خلعت لجام الاتّباع فلا ... تلقى سوالفنا في ذمّة اللجم
  لم يبق في الأرض لي شيء أهاب له ... فهل أهاب انكسار الجفن ذي السقم
  أستغفر اللّه من قولي غلطت بلا ... أهاب شمس المعالي أمّة الأمم
  كأن لحظك من سيف الأمير ومن ... حتم القضاء ومن عزمي ومن كلمي
  قال الأمير لأخلاق الكرام قفي ... بحيث أنت فما زادت على نعم
  وقال للعلم والآداب لا تردي ... إلّا عليّ فما فاها بلم ولم
  القائل القول لو فاه الزمان به ... صارت لياليه أياما على ظلم
  والفاعل الفعلة الغراء لو مزجت ... بالنار لم تكن النيران من فحم
  لا تحفلن نضوب الماء في يده ... فقد تجف ضروع الوابل السجم
  قد يجزر البحر بعد المدّ نعرفه ... وينزل الجذب وكر الأجذل القطم
  ولا يغرنك أن الدهر حاربه ... قد يولغ السيف يوم الروع بالبهم
  وهذه العقيلة زفّها أبو بكر إليه لما استرجع ملكه من فخر الدولة بن بويه بعد ذهابه منه.
  وأورد له الثعالبي في اليتيمة [من الطويل]:
  رأيتك أن أيسرت خيّمت عندنا ... مقيما وإن أعسرت زرت لماما
  فما أنت إلّا البدر إن قلّ ضوؤه ... أغبّ وإن زاد الضياء أقاما(٢)
  وقال الثعالبي: أنشدني أبو بكر الخوارزمي، قال: أنشدني بعضهم لنفسه في أبي الفتح التكريتي الكاتب، وكان فاضلا ولم ينصفه الهاجي:
  أنّ أبا الفتح فتى كاتب ... والشعر من آلته فضل
(١) مرت ترجمته بهامش سابق.
(٢) يتيمة الدهر ٤/ ٢٣٩، وفيات الأعيان ٤/ ٤٠١.