[158] أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي الشاعر
  أنشدنا شعرا فقلت له ... ذا غزل ويحك أم غزل
  وملت عنه نحو أصحابنا ... أسألهم هل عندكم نعل
  قال: وأنشدني أبو بكر أيضا لعبد الرحمن بن جعفر الرّقي:
  قل لمن مات ولم يقض من اللذّات نحبه ... توبة الحشوي لا تعدل عند اللّه حبّه
  أمّ من تسبقه أنت إلى الجنّات قحبه
  ورسالته إلى شيعة نيسابور دالّة على تشيّعه.
  قال الصفدي في شرح الجهوريّة: وبالغ أبو بكر الخوارزمي فيما كتب به إلى جماعة الشيعة بنيسابور لما قصدهم وإليها محمد بن إبراهيم من جملة رسالة مطولة، وقال فيها: قال أمير المؤمنين ويعسوب الدين علي #: «المحن إلى شيعتنا أسرع من الماء إلى الجذور». هذه مقالة أسّست على المحن، ووالد أهلها في طالع الهزاهز والفتن، فحياة أهلها نغص، وقلوبهم حشوها غصص، والأيام عليهم متحاملة، والدنيا عليهم مائلة، وإذا كنّا شيعة أئمّتنا في الفرائض والسنن، ونتّبع آثارهم في كلّ قبيح وحسن، غصبت سيّدتنا فاطمة صلوات اللّه عليها وعلى آلها ميراث أبيها صلّى اللّه عليه يوم السقيفة، وأخّر أمير المؤمنين # عن الخلافة، وسمّ الحسن # سرّا، وقتل أخوه كرّم اللّه وجهه جهرا، وصلب زيد ابن عليّ بالكناسة، وقطع رأس يحيى بن زيد بالمعركة، وقتل محمد وإبراهيم على يد عيسى بن موسى العبّاسي، ومات موسى بن جعفر في حبس هارون الرشيد، وسمّ علي بن موسى على يد المأمون، وهزم إدريس بفخ، حتى وقع إلى الأندلس فريدا، ومات عيسى بن زيد طريدا شريدا، وقتل يحيى بن عبد اللّه بعد الأمان والإيمان، وبعد العهود والضّمان، هذا غير فعل يعقوب بن الليث بعلويّة طبرستان، وغير قتل زيد والحسن على أيدي آل سامان، وغير ما فعله ابن السّاج بعلوية المدينة حملهم بلا غطاء ولا وطاء من الحجاز إلى سامرّا، وهذا قبل قتيبة ابن مسلم الباهلي لابن عمر بن علي حين أخذه بأبويه وقد ستر نفسه، ووارى شخصه، يصانع حياته ويدافع وفاته، ولا كما فعله الحسين بن إسماعيل المصعبي بيحيى بن عمر الزيدي خاصّة، وما فعله مزاحم بن خاقان بعلويّة الكوفة كافّة، وحسبكم أن ليس في بيضة الإسلام بلدة ليس فيها لقتيل طالبي تربه، تشارك فيهم الأموي والعبّاسي وأطبق عليهم العدناني والقحطاني وقال: