[5] أبو القاسم، وأبو بكر، أحمد بن محمد
  إن هي تاهت فمثلها تاها ... لم يجر خلق في الحسن مجراها
  للغصن علاليها وقامتها ... وللرشا جيدها وعيناها
  فضّض، بالياسمين عارضها ... ذهّب بالجلّنار خدّاها
  تلك الثنايا من عقدها نظمت ... أم نظم العقد من ثناياها
  وغارت القمص حين أسفلها ... يمسّ ما لا يمسّ أعلاها
  جاعلة ريقها مدامتنا ... إذا سقتنا وكأسنا فاها
  لئن كفاني التفاح وجنتها ... لقد كفاني الأترجّ ثدياها
  تملكني بالهوى وأملكها ... فها أنا عبدها ومولاها(١)
  ومن شعره أيضا وفيه انسجام:
  شربنا في بكاذين ... على تلك الميادين
  على ضحك الهزارات ... على نوح الشفانين
  على صوت الرواشين ... وترجيع الوراشين
  لدى ألوان أزهار ... لوّنت الطف تلوين
  كأذناب الطواويس ... كأطواق الجمازين
  كأعناق الدراريج ... كأحداق الكرادين
  شربنا فتعال انظر ... إلى شرب البتاتين
  إلى شرب العفاريت ... إلى شرب الشياطين
  فطورا بالهواوين ... وطورا بالأجاجين
  فلما أن مشى السكر ... بنا مشي الفرازين
  ومنها:
  وملنا فتلوينا ... تلويّ الثعابين
  ورقص يخطف الأبصا ... ر بتحريك وتسكين
  كانا نوطئ الأقدام ... أطراف السكاكين
  كأنّا إن تخلّقنا ... أناس من زراقين
  ورحنا في خلوقين ... من الخلوق والطين
  فقل في وقعة تربي ... على وقعة صفين
(١) الوافي بالوفيات ٧/ ٣٨١.