نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[161] أبو عبد الله محمد بن جعفر التميمي

صفحة 148 - الجزء 3

  قل للخليفة ما تقول لمن ... أمسى إليك بحرمة يدلي؟

  ما زلت مذ صار الأمين معي ... عبدي يدي ومطيّتي رجلي

  وعلى فراشي من ينبّهني ... من نومتي وقيامه قبلي

  أسعى برجل منه ثالثة ... موفورة مني بلا رجل

  وإذا ركبت أكون مرتدفا ... قدام سرجي راكبا مثلي

  فامنن عليّ بما تسكّنه ... عنّي وأهد الغمد للنّصل

  فلما قرأها الرشيد ضحك وأمر له بعشرة آلاف درهم وجارية حسناء وخلعه⁣(⁣١).

  ولما خرج الرشيد إلى خراسان أخرج معه الكسائي، ومحمد بن الحسن، والعباس بن الأحنف الشاعر، وهشيمة الخمارة فماتوا بالريّ في يوم واحد فأمر الرشيد: المأمون أن يصلّي عليهم فأوّل من قدّم محمد بن الحسن فسأل المأمون عنه فأخبروه، فقال: أخّروه وقدّموا العبّاس بن الأحنف، فلما فرغ من الصلاة [وأقبل] عليهم، قال له عبد اللّه بن مالك الخزاعي: يا سيدي كيف قدّمت العبّاس عليهم؟ فقال: أوليس هو القائل:

  ألا ليت ذات الخال تلقى من الهوى ... عشير الذي ألقى فيلتئم الشعب

  إذا رضيت لم يرضني ذلك الرضا ... لعلمي به أن سوف يتبعه عتب

  وصالكم سهر، وحبكم قلى ... وقربكم بعد، وسلمكم حرب

  فإنّ قائل هذا الشعر أحق بالتقديم.

  وكان الرشيد يقول: دفنّا الفقه والعربية بالري.

  * * *

  وذات الخال: كانت جارية مغنّية بديعة الجمال وكان الرشيد كلفا بها واشتراها بمال لا يحصر، وكان إبراهيم الموصلي النديم عاشقا لها، ولما ملكها الرشيد حظيت عنده ثم سألها: هل نال منك إبراهيم الموصلي؟ فأرادت أن تكتم


(١) وفيات الأعيان ٣/ ٢٩٥، معجم الأدباء ١٣/ ١٩٠.