[161] أبو عبد الله محمد بن جعفر التميمي
  قلت: وشبيه قصّة سيبويه قصة سعد الدين التفتازاني فإنه كان تلو الشريف الجرجاني في العلم، وبينهما منافسة، وكانا بحضرة الأمير تمرلنك، فلما حضر من بعض أسفاره إلى سمرقند صنع دعوة وجمع فيها العلماء وفيهما الرجلان، فأدنى الشريف منه وعظمه وقال لسعد الدين: إن كنتما مستويين في المعارف فالشريف له فضل النسب، فانكسر سعد الدين وحمّ أياما ومات.
  وأمّا الكسائي(١) فإنه إمام الكوفيين في النحو وكان حظيّا عند الرشيد، وحضر يوما مجلس الرشيد وعنده محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة فقال له محمد: بلغني إنك تقول من تبحّر في علم اقتدر به على سائر العلوم. قال: نعم، قال له: ما تقول في من سهى في سجود السّهو؟ فتفكّر الكسائي قليلا ثم رفع رأسه وقال: لا شيء عليه، قال محمد: ومن أين لك ذلك؟ قال: لأنّ المصغّر لا يصغّر ثانيا، فوثب محمد فقبّل رأسه، وقال: ما ظننت أنه يولد مثلك.
  ولما اتّصل الكسائي بالرشيد يعلم ولده ولم تكن له جارية ولا زوجة كتب إلى الرشيد يشكو العزبة:
(١) علي بن حمزة بن عبد اللّه الأسدي بالولاء، الكوفي، أبو الحسن الكسائي: إمام في اللغة والنحو والقراءة. من أهل الكوفة. ولد في إحدى قراها. وتعلم بها. وقرأ النحو بعد الكبر، وتنقل في البادية، وسكن بغداد، وتوفي بالريّ سنة ١٨٩ هـ، عن سبعين عاما. وهو مؤدب الرشيد العباسي وابنه الأمين. قال الجاحظ: كان أثيرا عند الخليفة، حتى أخرجه من طبقة المؤدبين إلى طبقة الجلساء والمؤانسين. أصله من أولاد الفرس. وأخباره مع علماء الأدب في عصره كثيرة، له تصانيف، منها «معاني القرآن» و «المصادر» و «الحروف» و «القراءات» و «النوادر» ومختصر في «النحو» و «المتشابه في القرآن - خ» رسالة في شستربتي (٣١٦٥) و «ما يلحن فيه العوام - ط» صغير في ١٦ صفحة نشر في المجلة الأشورية ببرلين.
ترجمته في:
غاية النهاية ١: ٥٣٥، وفيات الأعيان ٣/ ٢٩٥ - ٢٩٧ وتاريخ بغداد ١١: ٤٠٣ ونزهة الألبا ٨١ - ٩٤ وطبقات النحويين ١٣٨ وإنباه الرواة ٢: ٢٥٦ والذريعة ١٩: ١٥ وفيه أن «ما تشابه من ألفاظ القرآن» منه مخطوطة في مكتبة «قوله» ضمن المجموعة ١٥ كما في فهرسها ١: ٢٨ وأنظر علوم القرآن ٣٩١ فهو فيه «متشابه القرآن - خ» وفي التيسير. للداني: توفي برنبوية، من قرى الري، وكان متوجها إلى خراسان مع الرشيد وفي مراتب النحويين - خ: «حمل الكسائي إلى أبي الحسن الأخفش خمسين دينارا، وقرأ عليه كتاب سيبويه سرا» وفي وفاته خلاف كثير. قال الجزري: والصحيح الذي أرخه غير واحد من العلماء والحفاظ سنة ١٨٩، والمشرق ١: ٨٦٠، الاعلام ط ٤/ ٤ / ٢٨٣، نور القبس ٢٨٣، مجالس العلماء بعدة صفحات، معجم الأدباء ١٣/ ١٦٧ - ٢٠٣.