[163] أبو الحسن محمد بن عبيد الله بن محمد بن
  السماك، ولذلك ودّت الجوزاء لو نظمها فيما له من الأسلاك.
  وذكره الثعالبي في اليتيمة، وقال: أوّل شعر قاله وهو في المكتب وكتبه في لوحة وعرضه على أستاذه [من المنسرح]:
  بدائع الحسن فيه مفترقه ... وأعين الناس فيه متّفقه
  سهام ألحاظه مفوّقة ... فكلّ من رام لحظة رشقه
  قد كتب الحسن فوق وجنته ... هذا مليح سبحان من خلقه(١)
  ومن كذبات أبي بكر بن حجّة في بديعيته أنه أورد لنفسه في باب الانسجام قصيدة منها:
  مهفهف القدّ زانه ملق ... له جنود لكن من الحلقه
  ثم قال: أنا أبو عذر هذه القافية، وما كفاه، الخطأ في فتح لام الحلقة.
  ومن لطيف شعر السلامي:
  ما ظنّ عنك بمظنون ولا بخلا ... أعزّ ما عنده النفس التي بذلا
  يحكي المطايا حنينا والهجير جوى ... والمزن دمعا وإطلال الدّيار(٢) بلا
  وحكى الثعالبي وابن خلكان: أنّ السلامي دخل يوما على أبي تغلب الحمداني وبين يديه درع فقال له صفها: فقال ارتجالا فيها [من الكامل]:
  يا ربّ سابغة حبتني نعمة ... كافأتها بالسوء غير مفنّد
  أضحت تصون عن المنايا مهجتي ... وطفقت أبذلها لكلّ مهنّد(٣)
  وما أحسن قوله من قصيدة في عضد الدولة [من مجزوء الكامل]:
  نبهت ندماني وقد ... عبرت بنا الشّعرى العبور
  والبدر في كبد السما ... ء كروضة فيها غدير
  هبّوا إلى شرب المدا ... م فإنّما الدنيا غرور
(١) يتيمة الدهر ٢/ ٣٩٥، وفيات الأعيان ٤/ ٤٠٤.
(٢) يتيمة الدهر ٢/ ٤٠٦.
(٣) يتيمة الدهر ٢/ ٣٩٧، وفيات الأعيان ٤/ ٤٠٥.