نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[163] أبو الحسن محمد بن عبيد الله بن محمد بن

صفحة 153 - الجزء 3

  هبّوا فقد عمي الرقي ... ب فنام وانتبه السرور

  وأشار إبليس فقل ... نا كلّنا: نعم المشير

  صرعى بمعركة تع ... فّ الوحش عنها والنسور

  نوّار حضرتنا خدو ... د والغصون بها خصور

  فالعيش أستر ما يكو ... ن إذا تهتكت الستور

  طاف السّقاة بها كما ... أهدت [لك] الصّيد الصّقور

  عذراء يكتمها المزا ... ج كأنّه فيها ضمير

  وتظنّ تحت زجاجها ... خدّا تقبّله ثغور

  حتى سجدنا والإما ... م أمامنا بمّ وزير⁣(⁣١)

  وامتدح السلامي الصاحب كافي الكفاة وكان على معتقده وله فيه قصائد مذكورة في ديوانه.

  ثم عزم أن يقصد عضد الدولة فزوّده الصّاحب كتابا بخطّه إلى أبي القاسم عبد العزيز بن يوسف الكاتب وفيه: قد علم مولاي أنّ باعة الشّعر أكثر من عدد الشّعر، ومن يوثق أن حليته التي يهديها من صوغ طبعه، وحلله التي يردّ بها من نسج فكره، أقل من ذلك وممّن خبرته بالامتحان، وحمدته بالإحسان أبو الحسن محمد بن عبيد اللّه السلامي، وله بديهة قويّة، توفي على الروية، وتذهب في الإجادة يهش السمع لوعيه، كما يرتاح الطرف لرعيه، وقد امتطى أمله إلى الحضرة الجليلة، رجاء أن يحصل في سواد أمثاله ويظهر بياض حاله، فجهزت منه أمير الشعر في موكبه، وجلت فرس البلاغة بمركبه، وكتابي هذا رايده إلى القطر، بل مشرعه إلى البحر، فإن رأى مولاي أن يراعي كلامي في بابه، ويجعل ذلك من ذرايع إنجابه، فعل إن شاء اللّه تعالى.

  فلمّا وصل إليه أفضل عليه وأوصله إلى عضد الدولة ومدحه بالقصيدة الرائية المشار إليها في ذكره وكفى بشهادة الصّاحب له بالفضل نبلا له.

  ومن شعره [من البسيط]:

  الحبّ كالدّهر يعطينا ويرتجع ... لا اليأس يصدفنا عنه ولا الطمع


(١) يتيمة الدهر ٢/ ٤١٥ - ٤١٦، وفيات الأعيان ٤/ ٤٠٨.