[164] أبو الفضل محمد بن أبي عبد الله الحسين
  وإلى فضله في علم الأوائل أشار فيها بقوله [من الكامل]:
  من مبلغ الأعراب أني بعدها ... شاهدت رسطاليس والإسكندرا(١)
  ومن فصول أبي الفضل بن العميد القصار: «خير القول ما أغناك جدّه، وألهاك هزله، الرتب لا تبلغ إلّا بتدرّج وتدرّب، ولا تدرك إلّا بتجشم كلفة وتعصّب، المرء أشبه شيء بزمانه، وصفة كل زمان سجيّة من سجايا سلطانه، المرء [قد] يبذل ماله في إصلاح أعدائه، فكيف يذهب العاقل عن حفظ أوليائه، هل السيّد إلّا من تهابه إذا حضر، وتغتابه إذا أدبر، اجتنب سلطان الهوى وشيطان الميل والمزح والهزل(٢).
  والصاحب بن عباد على جلالته له فيه القصائد الجيّدة، وإنما عرف بالصاحب لصحبته له.
  ولمّا قدم أبو الفضل إلى أصفهان قال الصّاحب [من مجزوء الكامل]:
  قالوا: ربيعك قد قدم ... قلت: البشارة إن سلم
  أهو الربيع أخو الشتا ... ء أم الربيع أخو الكرم؟
  قالوا: الذي بنواله ... أمن المقلّ من العدم
  قلت: الرئيس ابن العمي ... د إذا، فقالوا لي: نعم!(٣)
  قلت: أمّا عجز البيت الأوّل فإنه عاجز في الحسن عن بقيّة الأبيات.
  وكان ابن العميد يستعجب بقول بعضهم:
  وجاءت إلى ستر على الباب بيننا ... مجاف وقد قامت عليه الولائد
  لتسمع شعري وهو يقرع قلبها ... بوحي تؤديه إليها القصائد
  إذا سمعت مني لطيفا تنفّست ... له نفسا تنقدّ منه القلائد(٤)
  ومن شعر أبي الفضل ابن العميد إلى بعض العلويّين [من المجتث]:
(١) يتيمة الدهر ٣/ ١٥٦، وفيات الأعيان ٥/ ١٠٤ - ١٠٥.
(٢) يتيمة الدهر ٣/ ١٦٦.
(٣) يتيمة الدهر ٣/ ١٥٨، وفيات الأعيان ٥/ ١٠٨، أمل الآمل ٢/ ٣٦ ديوان الصاحب ٢٧٧.
(٤) وفيات الأعيان ٥/ ١٠٩.