[164] أبو الفضل محمد بن أبي عبد الله الحسين
  يا من تجلى وولّى ... وصد عني وكلّا
  وأوسع العهد نكثا ... وأوسع العقد حلا
  ما كان عهدك إلّا ... عهد الشبيبة ولّى
  أو طائفا من خيال ... ألمّ ثم تولّى
  أو عارضا لاح حتى ... إذا دنى فتدلّى
  ألوت به نسمات ... من الصبا فتجلّى
  أهلا بما ترتضيه ... في كل حال وسهلا
  ليجزينك ودّي ... بمثل فعلك فعلا
  إن شئت هجرا فهجرا ... أو شئت وصلا فوصلا(١)
  قال الثعالبي: وكتب ابن العميد إلى أبي الفرج بن هندو(٢) صبيحة عرسه [من مجزوء الكامل]:
  أنعم أبا حسن صباحا ... وازدد بزوجتك ارتياحا
  قد رضت طرفك خاليا ... فهل استبنت له جماحا؟
  وقدحت زندك جاهدا ... فهل استبنت له انقداحا؟
  وطرقت منغلقا فهل ... هيّا الإله له انفتاحا؟
  قد كنت أرسلت العيو ... ن صباح يومك والرواحا
  وبعثت مصغية تبي ... ت لديك ترتقب النجاحا
  فغدت عليّ بجملة ... لم تولني إلا افتضاحا
  وشكت إليّ خلاخلا ... خرسا وأوشحة فصاحا
  منعت مسامعها المسا ... مع أن تحسّ لكم صباحا(٣)
  وهذه الأبيات من باب الكناية في غاية الحسن.
  وكان أبو الفرج بن هندو من كبار الأدباء الشعراء وهو نظير أبي بكر الخورازني في المذهب والشعر.
  وكان الوزير أبو الفضل بن العميد مع وفور جوده وشمول مروته ربّما تصيبه
(١) يتيمة الدهر ٣/ ١٧٤.
(٢) في اليتيمة ٣/ ١٧٥: «أبو الحسن بن هندو».
(٣) يتيمة الدهر ٣/ ١٧٥.