نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[164] أبو الفضل محمد بن أبي عبد الله الحسين

صفحة 163 - الجزء 3

  نفسه، واستأذن في صلاة ركعتين، ودعى بدواة وقرطاس فكتب [من السريع]:

  بدّل من صورتي المنظر ... لكنّه ما غيّر المخبر

  ولست ذا حزن على فائت ... لكن على من بات يستعبر

  وواله القلب لما مسّني ... مستخبر عنّي ولا يخبر⁣(⁣١)

  وقال أبو جعفر الكاتب: كان أبو الفتح قبل النكبة التي أتت على نفسه قد لهج بإنشاد هذين البيتين في أكثر أوقاته، ولست أدري هما له أو لغيره:

  سكن الدنيا أناس قبلنا ... رحلوا عنها وخلّوها لنا

  ونزلناها كما قد نزلوا ... ونخلّيها لقوم بعدنا⁣(⁣٢)

  قلت: هما لعدي بن زيد العبادي.

  وقال ابن خلكان: وفي آل العميد وآل برمك يقول الشاعر [من الكامل]:

  آل العميد وآل برمك ما لكم ... قلّ المعين لكم وذلّ الناصر

  كان الزمان يحبّكم فبدا له ... أنّ الزمان هو الخؤون الغادر⁣(⁣٣)

  والبيت الذي أوردته في تقريض أبي الفتح هو من بيتين للحصري المكفوف الأندلسي⁣(⁣٤) قالهما لما مات المعتضد بن عبّاد وملك ولده المعتمد وهما:

  مات عبّاد ولكن ... بقي الفرع الكريم

  فكأنّ الميت حيّ ... غير أن الضاد ميم

  وقد أجاد فيهما وأحسن واخترع.


(١) يتيمة الدهر ٣/ ١٨٧.

(٢) يتيمة الدهر ٣/ ١٨٦ - ١٨٧.

(٣) يتيمة الدهر ٣/ ١٨٨.

(٤) أبو الحسن الحصري - علي بن عبد الغني الفهري المقرئ القيرواني الضرير عالم بالقراءات وطرقها. وشاعر لا يشق له غبار. نظم قصيدة عدد أبياتها (٢٠٩) في قراءات نافع. له ديوان شعر مطبوع، وأشهر قصائده الدالية التي عارضها عدد من الشعراء، مطلعها: -

يا ليل الصب متى غده ... أقيام الساعة موعده

توفي بطنجة سنة ٤٤٨ هـ.

ترجمته في: وفيات الأعيان ٣/ ٣٣١ - ٣٣٤، نكت الهميان / ٢١٣، شذرات الذهب ٣/ ٣٨٥، هدية العارفين ١/ ٦٩٣، أنوار الربيع ١ / هـ ١٠٠.