نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[164] أبو الفضل محمد بن أبي عبد الله الحسين

صفحة 162 - الجزء 3

  عنفقة بقة، وأقصر من أنملة نملة⁣(⁣١).

  وقال أبو الحسين بن فارس: جرى في بعض أيامنا ذكر أبيات استحسن الأستاذ الرئيس أبو الفتح وزنها، واستحلى رويها، وأنشد كلّ من الحاضرين ما حضر، على ذلك الرويّ وهو قول القائل [من المجتث]:

  لئن كففت وإلّا ... شققت منك ثيابي

  فأصغى الأستاذ ثم أنشد في الوقت [من المجتث]:

  يا مولعا بعذابي ... أما رحمت شبابي

  تركت قلبي قريحا ... نهب الأسى والتّصابي

  إن كنت تنكر ما بي ... من ذلّتي واكتئابي

  فارفع قليلا قليلا ... عن العظام ثيابي⁣(⁣٢)

  وممّا شغفت به من قوله [من الكامل]:

  عودي وماء شبيبتي في عودي ... لا تعمدي لمقاتل المعمود

  وصليه ما دامت أصايل عيشه ... تؤويه في ظلّ لها ممدود

  ما دام من ليل الصّبا في فاحم ... خضل الذرى متهلّل العنقود

  قبل المشيب وطارقات جنوده ... يبدلنه بيضا بسحم سود⁣(⁣٣)

  وكما توفي ركن الدولة وقام مقامه ولده مؤيّد الدولة استورز أيضا، وكانت بينه وبين الصّاحب منافسة فأغرى قلب مؤيد الدولة عليه فاعتقله، واجتاح ماله، وقطع في العقوبة أنفه، وجزّ لحيته، فلمّا علم أنه لا مخلص له ولو بذل جميع ماله، استخرج من جيب جبّته رقعة فيها تذكرة جميع ما كان له ولوالده من الذخائر والدفائن وألقاها في النار ثم قال للموكّل به: إفعل ما أمرت به فو اللّه لا يصل صاحبك إلى درهم من أموالنا فما زال يعذّبه حتّى مات⁣(⁣٤).

  وقال الثعالبي: ولمّا مثل به تلك المثلة قال في تلك الحال، وقد أيس من


(١) يتيمة الدهر ٣/ ١٨٢ - ١٨٣.

(٢) يتيمة الدهر ٣/ ١٨٣.

(٣) يتيمة الدهر ٣/ ١٨٤.

(٤) وفيات الأعيان ٥/ ١١١، يتيمة الدهر ٣/ ١٨٧،