نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[167] الخليفة المنتصر بالله، أبو القاسم، محمد

صفحة 186 - الجزء 3

  باغر بالصمصامة، وجعل الفتح يصيح ويحكم سيدكم فضربه أحدهم فلم يصنع شيئا ثم ضربه باغر بالصمصامة على عاتقه فقطعه إلى أن بلغ السيف السراشيف، فصاح المتوكل وألقى الفتح نفسه عليه فطعنه أحدهم في بطنه حتى قتله.

  وهرب البحتري والندماء وخرج الأتراك، ووقع الصيّاح نصف الليل فركب الجيش بالسلاح وأحدقوا بالقصر الجعفري، وجاء المنتصر فخرج إليهم وقال: إنه أبي قتله غلمانه وأنا وليّ دمّه فتفرقوا.

  وأمّا المغنّي فإنه بنان قال لهم: لا ضير عليكم منّي فإن لي لذات أشهدها ومجالس أحضرها بعد المتوكل، ولفّ المتوكل والفتح في البساط الذي قتلا عليه، ولما أصبح الجيش بايعوا المنتصر وثبت أمره ولم تجر فتنة.

  وقد ذكر البحتري تلك الليلة فقال:

  لعمري لنعم الدم ليلة جعفر ... هرقتم وجنح الليل سود دياجره

  لئن كان والي العهد أضمر غدرة ... فمن عجب أن ولّي الأمر غادره

  وكان كثيرا ما يذكر المتوكل والفتح في شعره ويرتاح بذكرهما لإحسانهما إليه كقوله:

  ودافعت عني حين لا الفتح يرتجى ... لدفع الأذى عنّي ولا المتوكل

  وأظهر المنتصر خلاف مذهب أبيه في كل شيء، وطرد من كان يتقرب إليه بهجاء علي # من الشعراء كعلي بن الجهم، ومروان بن أبي حفصة الصغير.

  وكان المنتصر ملكا شجاعا حازما كريما سريا شاعرا أديبا.

  قال أبو الفرج الأصفهاني: لما قعد المنتصر على سرير الخلافة قال:

  توحدني الرحمن بالعزّ والعلا ... فأصبحت فوق العالمين أميرا

  ومن شعره في أيام أبيه:

  متى ترفع الأيام من قد وضعنه ... وينقاد لي دهر عليّ جموح